الجمعة 16 مايو 2025| آخر تحديث 9:40 12/29



تيزنيت: لوبي متحكم يُعرقل الاستثمار و التنمية المحلية.. و يُحوّل المدينة لــ « تارِْكَانْتْ اُوسُونْفُو »

تيزنيت: لوبي متحكم يُعرقل الاستثمار و التنمية المحلية.. و يُحوّل المدينة لــ « تارِْكَانْتْ اُوسُونْفُو »

من دون شك أن الحديث عن الاستثمار و التنمية المحلية بمدينة تيزنيت.. موضوع ذو شجون، ولاسيما بتشخيص وضع هذه المدينة السلطانية الذي يعيش لسنوات جمودا وفرملة واضحة في مختلف المجالات المرتبطة خاصة ما يهم الدينامية السوسيو-اقتصادية و استثمار المؤهلات الاقتصادية وفرص الاستثمار في القطاعات الإنتاجية لمدينة الفضة التي تعتبر، حسب متخصصين اقتصاديين وذوي الخبرة،من المدن القادرة على تحقيق إقلاع تنموي حقيقي لو كانت أو توفرت الإرادات الحقيقية لبلورة حلم ساكنة للتقدم وانجاز مشاريع اجتماعية واقتصادية قادرة على خلق رواج اقتصادي يخلص الساكنة من المشاكل التي ترزح تحت نيره غالبية مواطني المدينة..

ويتساءل العديد من مواطني تيزنيت وزوراه ،لماذا هذه المدينة مهمشة لا مشاريع لا تنمية رغم موقعها الجغرافي ولماذا يرفض المستثمرين الاستثمار فيها ؟

فالبعض يعتبر أن المدينة لا تصلح للاستثمار بالرغم من موقعها ، فيما يعتبرها البعض الآخر مقبرة للمستثمرين..وقصص كثيرة لهؤلاء الذين يقصدونها من أجل فتح مقاولاتهم و مشاريعهم، قاسمها المشترك هو الهروب بعدما اصطدموا بمجموعة من العراقيل البيروقراطية “الإدارية المقصودة” و التي تهدف لكسر شوكتهم و دفعهم للتراجع و الهروب من المدينة .

و يرى مجموعة من المتتبعين للشأن المحلي للمدينة ، أن حالة من التأخر وتوقف الزمن التنموي الاستثماري بتيزنيت ، مَردُّه ” لوبي خطير ” أعلن لعقود سيطرته على الوعاءات العقارية الشاسعة المحيطة بالمدينة ،إما عن طريق الشراء او الترامي..مما يجعله متحكما بأهم آلية لجذب الاستثمار و هي الأوعية العقارية .

فكلما ولّت مقاولة استثمارية، وجهها صوب هذه المدينة ،الا و تصطدم بالوعاء العقاري الموجود تحت أيادي لوبي خطير يرفض الاستثمار ويرفض البيع الا بشروطه الخاصة، و يكتفي بمشاريع بسيطة غير انتاجية بالمدينة اغلبها مقاهي و متاجر و دور و محلات للكراء ، في حين استثماره الحقيقي الانتاجي تجده فقط خارج المدينة .

هذا اللوبي المخترق لجميع الادارات التي بدورها تنفذ تعليماته وتضع شروطا تعجيزية أمام المستثمرين و منهم بعض الفاعلين من أبناء المدينة والاقليم على قلتهم و الذين يعانون من هذا الوضع أيضا ، وسبق لبعض المنعشين العقاريين بالمدينة أن انتقدوا بعض الشروط البيروقراطية الإدارية التي يعتبرونها مجحفة و غير مفهومة ولا اساس قانوني لها.

هذا و سبق لمدينة الفضة، أن نظمت غير ما مرة أياما دراسية للاستثمار والتنمية ودعت إليها مستثمرين ومتخصصين اقتصاديين وذوي الخبرة مع إشراك مختلف الفعاليات التي بإمكانها المساهمة في اقتراح مشاريع تبوء المدينة المكانة اللائقة بها..ففي سنة 2011 على سبيل المثال، نُظّم منتدى وقافلة دولية لتشجيع الاستثمار جمع حوالي 200 من الفعاليات الاقتصادية المحلية والوطنية المنحدرة من الإقليم، الا أن الفكرة توقفت في مهدها وكان اخر مسمار دقّ في نعشها ، ما جاء في أحد اللقاءات التي احتضنته فيلا واحد من كبار المستثمرين بالمدينة ، فبعد نقاش ومداخلات من طرف الحضور ،وقف الفاعل الاقتصادي و خاطب الحاضرين قائلا : “خاصْكومْ تْعْرفو أسْيَدْنا أن تيزنيت بغينها هَكا ،ما بغينا فيها صداع…راه تا نبغيو نرتاحو فيها”.

و يفسر مجموعة من المتتبعين للشأن المحلي للمدينة هذا الكلام ،بأن هذا اللوبي السالف الذكر ، هو من حكم على تيزنيت أن تبقى هكذا بدون مشاريع وبدون تنمية، فيما يشبه بـــ “تاركَنْت اُوسُونْفُو” وهي تلك الشجرة من نوع الأركان التي تكون بجانب الطريق يستظل بها المارة و يرتاحون فيها ويتناول تحتها زاد رحيلهم مما لد و طاب قبل أن يستأنفوا الطريق .

تيزبريس







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.