
تشهد مدينة أكادير ،على غرار جل مدن المغرب، انتشارا واسعا لظاهرة تسول الأطفال الذين يحتلون الطرقات والمواقع الاستراتيجية، وأمام أبواب المساجد ، ومواقف السيارات، وحتى على أبواب المقابر، تجد أيدي صغيرة تمتد إليك حتى في أوقات متأخرة من الليل .
وعاين موقع “تيزبريس” مجموعة من الأطفال ينتقلون بين المقاهي ببعض أحياء المدينة ، لايظهر عليهم أنهم متشردين أو يتعاطون للمخدرات ، يختارون بعناية الأماكن التي يقصدونها او التي تم توجيههم اليها ( مقاهي ، حي تالبرجت ،صونابا ، ساحة الأمل، شارع الحسن الثاني، الشاطئ ..) كما يختارون المقاهي التي يرتادها الميسرين .
تيزبيرس تحدثت الى احد الاطفال الذين امتهنوا هذه الظاهرة ، وسألته عن السبب الذي جعله يلجأ للتسول عوض الإهتمام بدراسته فأجاب : ” راه دارنا ما فحالناش با ما خدام او مي مريضة”.
ولكي نتأكد من مزاعمه و مبرراته ، طالبنا منه ان نرافقه الى مسكنه ، الا انه رفض وقال : “الى مشيت معك غادي ناكل قتلى ديال لعصا…دور معايا الله ارحم الوليدين ” .
تناول الطفل المتسول وجبته الغذائية فوق حوض تحت شجرة قريبة من المقهى قدمه له احد زبناء احدى المقاهي بمنطقة ” تالبرجت “، وبعد ساعتين ،ابتعد عن المكان ليظهر شخص بلباس انيق تسلم منه ما جمعه ليعود الطفل الى مكانه .
ووفق ما صرح به نادل احد المقاهي ، فإن عصابات وراء استغلال هؤلاء الأطفال الذين من بينهم من فرّ من أسرته أو من تواطأ معها .
وأضاف النادل في تصريح خصّ به الموقع ، ان هؤلاء الصبية يتعرضون للضرب و الترهيب واحيانا يلجأون الى سرقة اغراض الزبناء من اجل تحصيل مبالغ مالية ويتعامل معهم مستغليهم بدون شفقة ولا رحمة .
تعليقا حول استفحال هذه الظاهرة بالمدينة ، اعتبرت فاطمة عريف، رئيسة جمعية صوت الطفل ، أن وراء هذا الأمر لوبي خطير و عصابات تستغل براءة الأطفال للزج بها في مجموعة من الأمور الخطيرة ، معتبرة أن هذا الأمر سيؤدي بهذا الطفل المتسول لارتكاب جرائم أكبر من عمره .
واستنكرت المتحدثة هذه الظاهرة المستفحلة في المجتمع ، مؤكدة على ضرورة فتح تحقيق في هذا الملف للكشف عن المُحرّضين و اللوبيات التي تستغل براءة الأطفال في أمور تضر بالطفولة و المجتمع و الإنسانية .
وأوضحت فاطمة عريف ، أن مكان الطفل هو المدرسة و الوسط العائلي و ليس الشارع و مد اليد للناس ، مضيفة أن مسؤولية الآباء قائمة في مثل هذه الجرائم .
وكشفت ” عريف ” ، أن جمعيتها بصدد وضع شكاية في الموضوع موجهة للوكيل العام لفتح تحقيق حول هذه الظاهرة التي تمس الإنسانية .
تعليقات