سبر الباحث علي الزهيم الجلوي أغوار شعر الحاج بلعيد وغنائه كاشفا عن أسلوبه الغنائي والخلفية الدينية التي ينهل منها، واصفا إياه بالفنان الملتزم الذي ربط بين رسالة الشعر والقيم، فغناؤه مشبع بالقيم الإسلامية لذلك نجده في معظم إنتاجاته يتوخى النصح والإرشاد ويتجنب الكلام الساقط والمبتذل، فضلا عن قدرته الخلاقة على النفاذ إلى عمق النفس البشرية، خاصة في لحظات البوح عن المشاعر والأحاسيس واختلاجات القلب ، كما يتميز بالصدق والصفاء العاطفي حينما يصف الحالة النفسية للنمام والحاقد والمغتاب…
كما أشار الباحث والناقد المتخصص في الشعر الأمازيغي في مداخلة له بالندوة العلمية حول فن الروايس يوم السبت 6 يوليوز 2013 بأنونعدو جماعة وجان تيزنيت، والمندرجة ضمن فعاليات الدورة الأولى من ملتقى الحاج بلعيد لفن الروايس تحت شعار “فن الروايس بين المتطلبات وإكراهات الواقع” إلى حضور العشق والحب والغزل العفيف في أشعار وأغاني الحاج بلعيد، لكن غزله بدوي مرموز تغلب عليه العفة المؤطرة بخلفيته الدينية وبعده عن ملاهي الحياة الحضرية وذلك في إطار من التصريح والتلميح فتحضر كلمات العيون والظباء والحمام…كما أن للمرأة حضور في شعره من خلال تغنيه بالجمال والحب “تايري” يعبر عن ذلك بإيراد أسماء الحيوانات التي ترمز لجمال المرأة في الثقافة الأمازيغية ك:أوداد وأتبير وأييس..
وفي موضوعة “الشاعر الناقد، الشاعر الشاهد” تناول الباحث أهم القضايا التي تغلب على إبداعات الحاج بلعيد حيث ينتصب ناقدا لبعض المظاهر المخلة بالآداب العامة والمخالفة لتعاليم الدين الإسلامي كالتفريط في العرض والتبرج وتناول الخمور وانتشار الحرية الفردية المنفلتة من أي وازع معززا ذلك بمقتطفات من أشعاره وأغانيه تبدو وكأنها تقرأ لأول مرة، وبذلك يكون علي الزهيم قد أرجع لهذا الفنان المبدع صورته الحقيقية ضد ما يراد له من جهات معينة لسلخه عن هويته وبيئته وحقيقته.
عمر ببرك ـ البشير أكونين
mes respects pour ssi Zahim..