الخميس 22 مايو 2025| آخر تحديث 4:37 11/11



خبير في التحليل النفسي يبسط الأسباب النفسية لرفض التلاميذ “التوقيت الصيفي”

خبير في التحليل النفسي يبسط الأسباب النفسية لرفض التلاميذ “التوقيت الصيفي”

أتساءل لماذا يرفض المغاربة قرار التوقيت الحالي؟ ولماذا بالخصوص الشباب الناشئ والتلاميذ هم السباقون إلى المظاهرات في شوارع المدن المغربية؟..حاولت تحليل هذا الرفض من الجانب النفسي ووجدت تفسيرات عديدة، وهذه أهمها:

1- انتزاع مِلكُ “الوقت”

من زاوية التحليل النفسي، الوقت هو مِلكٌ لكل إنسان ويُصرفه المواطن كيف شاء في حياته الشخصية. أما في الحياة الاجتماعية فقد يتم التوافق مع جميع الأطراف المجتمعية بعد المفاوضة على توقيت يناسب الأغلبية. وهنا شعر المغاربة، وخصوصا الشباب، بإقصائهم من هذه المفاوضات، إذ شعروا بإهانة كرامتهم، عِلما أن المواطنين يعيشون اضطرابات نفسية واجتماعية واقتصادية وحقوقية قوية منذ زمن بعيد.

2- النقطة التي أفاضت الكأس

أرى أن هذه التظاهرات ضد التوقيت الحالي ما هي إلا مؤشر على أن “السيل قد بلغ الزبى” والشعور بِـ”القْهْرة”. ولما يصل المواطن إلى هذه الدرجة من الإهانة يُفضل الموت على البقاء في هذه الظروف، ويصبح يشعر بأنه فقد كل ما يبرر الاستمرار في الحياة، وبأنه خسر كل شيء، حتى كرامته كإنسان وكمواطن.

3- الشعور بالخدعة والخيانة

كان المغاربة ينتظرون آخر أكتوبر لتغيير التوقيت، كما كان من المرتقب أن تغيير التوقيت مرات عديدة في سنة واحدة (4 مرات مع توقيت شهر رمضان) سيحذف نهائيا. لكن يومين أو ثلاثة قبل التغيير المنتظر ظهر بلاغ يعلن أن التوقيت الصيفي سيستمر بدون أي تغيير. هنا شعر المغاربة بالخدعة، ولم يتقبلوا هذا التغيير بدون إشعار، وتسبب لهم في صدمة نفسية قوية.

4- خيبة أمل الشباب

للشباب حِسّ كبير للإنصاف والعدل، ويصنعون بشكل جنوني آمالا كبيرة في الحياة، ومع قرار التوقيت الحالي شعروا بالظلم والإهانة، وثار حسهم للإنصاف، ورفضوا هذا التوقيت الجديد الذي قرؤوه كرمز ورسالة على الشكل التالي: “أنتم لا شيء وما عليكم إلا الطاعة، ولا آمال لكم في المستقبل وأنتم من صوَّتمُ خلال الانتخابات”.

5- اعتبار المغاربة عبيدا

شعر المغاربة وكأنهم بضاعة، ولا كلمة لهم في حياتهم وحقوقهم الشرعية كمواطنين. تغيير التوقيت فجأة جعل المغاربة يشعرون كأن رأيهم وحاجياتهم لا اعتبار لها، ولهذا لم يُطلب منهم رأيهم في تغيير التوقيت، مع العلم أن هذا الأمر يهمُّهم مباشرة.

ولكل مواطن ظروفه الخاصة (وسائل النقل، المسافة بين الإقامة ومكان الشغل، المدرسة وعدد الأطفال والمسافة للوصل إلى المدرسة…).

6- اعتبار المغاربة مجرد عقارب ساعة

مع هذا القرار المفاجئ للتوقيت شعر المغاربة بأنهم مجرد عقارب تحركها الحكومة كيف شاءت ومتى شاءت؛ وهنا أحسوا بإهانة كرامتهم، ما ذكَّرَهم بإحساسهم اليومي بأنهم لا شيء، ويعبث بهم المسيرون كما شاؤوا.

7- غياب المشاورة مع المواطنين

كان المغاربة يأملون حياة عادلة وديمقراطية، ولهذا خرجوا للتصويت على من وضعوا فيهم الثقة لتحقيق هذا الأمل. لكن مع أخذ قرار تغيير التوقيت بدون التشاور معهم ذكرهم هذا بِـ”الحُكرة” التي يعيشونها في الشوارع والإدارات والمستشفيات والنقل….

د.جواد مبروكي

خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.