الأربعاء 9 يوليو 2025| آخر تحديث 12:20 11/18



بأي حال عدت يا عيد وصلاتنا فوق الاشواك والحجارة ودون صوت يسمع وهو ما لا نريد

           عيد بأي حال عدت يا عيد      بما مضى أم لأمـر فيك تجديد
           أما الأحبة فالبيـداء دونهم      فليت دونـك بيد دونهـا بيد

مرة أخرى وبمناسبة أجواء العيد والفرحة نتقدم للجميع بأحر التهاني بموفور الصحة والعافية وعلى رأسهم جميع المسؤولين بالاقليم وخاصة منهم من يهمه الامر بخصوص موضوع من الاهمية بمكان والذي لا بد أن نثيره لأن له علاقة بالمواطنين ألا وهو تهيئة المصلى ليستوعب الاعداد الغفيرة من المومنين والمؤمنات الذين يحجون إلى المصلى لأداء صلاة العيد في جو من الخشوع والطمأنينة، وكلما مر عيد تلاه آخر والمكان الذي يقوم المسؤولون بإعداده وتهيئته

 هو نفس المكان لا يتجاوزونه ولو بمتر فأعداد من المصلين يفترشون زرابيهم الخاصة وهذا ليس فيه أي مشكل إلا أن الاشكال الكبير يكمن في أنهم لا يجدون مكان مستويا لافتراش الزربية ولا بد لكل فرد وصل إلى المصلى أن يقوم بتنقية المكان من الحجارة ومن الاشواك (انظر الصورة ) وهناك…البعض لا يسعفه الحظ فيجد أمامه فضلات الانسان فيولي وجهته جهة الحجارة والاشواك وبقايا الازبال المحروقة والزجاج الذي يمكن مع أي حركة أن يلحق الاذى بأي فرد خصوصا الاطفال، هذا عن تهيئة المكان أما عن الصوت فحدث ولا حرج فصف المسؤولين وما تلاه من الصفوف لا يجدون أي مشكل في استماع تكبيرات الامام أثناء الصلاة ركوعا وسجودا ورفعا منهما وتشهدا وهذا كله ما لا يستطيع من كتب له من المؤمنين الصلاة في الصفوف الخلفية أما بالنسبة للنساء فالمشكل أدهى وأمر حيث يلاحظ من التحق بالمصلى متأخرا أن الصفوف الخلفية وخاصة النساء كأنهم في نوافل ( شي نازل شي طالع) وهذا بسبب رداءة الصوت بالنسبة للجانب الايمن للمصلى وعدم وصوله أصلا إلى آذان المصلين بالصفوف الخلفية بما فيها مرة أخرى النساء ، وعندما يؤدي المؤمنون صلاة العيد في مثل هذه الظروف(لا صوت لا فراش وقرب الزبالة ) ليس هذه المرة الاولى ونتمنى أن تكون الاخيرة لينعم المؤمنون بصلاة يتحقق فيها الخشوع لرب العالمين وليس ما يقوم به البعض – وأنا منهم – التفكير في إزالة الحجارة أو أخذ التوازن المفقود أصلا  أو جلوس القرفساء بسبب الحجارة عندما يؤدى التشهد عندها يكون حالنا كما قال الشاعر العربي الذي أخذته الحسرة يوم العيد على ما ضاع منه ( بأي حال عدت يا عيد ) ونتمنى أن يعود علينا عيدنا السنة القادمة بحول الله ومصلانا في حلة جديدة نحس فيها بالراحة والطمأنينة وعيدكم مبارك سعيد  ولكي لا نعكر عليكم صفوة العيد وفرحته وإنما أردناها أن تكون همسة للمسؤولين نترككم مع قصيدة الشاعر العربي الكبير المتنبي بأي حال عدت يا عيد هدية منا إليكم وقراءة ممتعة يقول المتنبي  :

 

قصيدة : عيـد بأية حال عـدت يا عيـد  //   للمتنبي

عيـد بأية حال عـدت يا عيـد     ***    بـما مضى أم بأمر فيك تـجديد

أما الأحـبة فالبيـداء دونـهـم   ***     فليـت دونك بيدا دونـها بيـد

لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها  ***   وجـناء حرف ولا جرداء قيـدود

وكان أطيب من سيفي مضاجعـة   ***  أشبـاه رونقـه الغيـد الأماليـد

لم يتـرك الدهر من قلبي ولا كبدي ***    شـيء تتيمـه عيـن ولا جيــد

يا ساقيـي أخـمر في كؤوسكمـا  ***  أم في كؤوسكمـا هـم وتسهيـد

أصخـرة أنـا مالـي لا تحركنـي  ***   هذي الـمدام ولا هذي الأغاريـد

إذا أردت كميـت اللـون صافيـة   ***  وجدتـها وحبيب النفـس مفقـود

ماذا لقيـت من الدنيـا وأعجبـه   ***  أنـي بـما أنا باك منه مـحسـود

أمسيـت أروح مثـر خازنا ويـدا   ***  أنـا الغنـي وأموالـي المواعيــد

إنـي نزلـت بكذابيـن ضيفهـم      ***   عن القـرى وعن الترحال مـحدود

جود الرجال من الأيدي وجودهـم  ***  من اللسـان فلا كانوا ولا الـجود

ما يقبض الموت نفسا من نفوسهـم ***     إلا وفـي يـده من نتنهـا عـود

من كل رخـو وكاء البطن منفتـق   ***  لا في الرحـال ولا النسوان معـدود

أكلما اغتـال عبد السـوء سيـده  ***  أو خـانه فلـه في مصـر تـمهيد

صار الخصـيُّ إمام الآبقيـن بـها   ***   فالـحر مستعبـد والعبـد معبـود

نامت نواطيـر مصـر عن ثعالبهـا  ***   فقد بشمـن وما تفنـى العناقيـد

العبـد ليس لـحر صالـح بـأخ  ***  لو أنه فـي ثيـاب الـحر مولـود

لا تشتـر العبـد إلا والعصا معـه   ***  إن العبيـد لأنـجاس مناكيــد

ما كنت أحسبنـي أحيا الى زمـن  ***   يسـيء بي فيه كلب وهو مـحمود

ولا توهـمت أن الناس قد فقـدوا  ***    وأن مثل أبـي البيضـاء موجـود

وأن ذا الأسود الـمثقوب مشفـره  ***   تطيعـه ذي العضـاريط الرعاديـد

جوعان يأكل من زادي ويمسكنـي ***    لكي يقـال عظيم القدر مقصـود

إن امـرء أًمَةً حبلـى تدبـــره   ***  لمستضـام سخيـن العين مفـؤود

ويلمهـا خطـة ويلـم قابلهــا   ***  لمثلهـا خلـق الـمهريـة القـود

وعندهـا لذ طعم الـموت شاربـه ***    إن الـمنية عنـد الـذل قنديــد

من علـم الأسود المخصيَّ مكرمـة ***  أقـومه البيـض أم آبائـه الصيـد

أم أذنـه فـي يد النخـاس داميـة   ***  أم قـدره وهو بالفلسيـن مـردود

أولـى اللئـام كويفيـر بـمعذرة  ***  في كل لـؤم وبعض العذر تفنيـد

وذاك أن الفحـول البيض عاجـزة  ***  عن الجميل فكيف الخصية السـود