الأربعاء 9 يوليو 2025| آخر تحديث 11:06 11/13



أعيان ومنتخبي الأقاليم الجنوبية يستنكرون أحداث الشغب والتخريب بالعيون: عمر بوعيدة: “جهات خارجية أزعجها ما حققته الدبلواسية المغربية من نجاحات في عدد من المحافل الدولية” – محمد العوينة: “المرحلة المقبلة تتطلب سياسة ذكية أساسها التدامج المتبادل بين سكان الش

استنكر العديد من أعيان وفعاليات ومنتخبي الأقاليم الجنوبية الذين اتصلت بهم “الصباح” أعمال الشغب التي شهدتها عدد من أحياء مدينة العيون يوم الإثنين الماضي والتي تقف وراءها أيادي خفية ليس في مصلحتها أن ينعم أهل المنطقة بالسلم والطمأنينة والازدهار. كما حملوا المسؤولية كاملة لجهات خارجية معادية لوحدة المغرب ويزعجها

ما حققه المغرب من تقدم ملموس في مجال التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان.وبهذا الخصوص يقول عمر بوعيدة برلماني ورئيس جهة كلميم السمارة أنه “يبدو في أول الأمر أن مطالب الشبان المحتجين اجتماعية صرفة وعدد الخيام جد محدود، إذ انتقل وزير الداخلية شخصيا إلى عين المكان وتمت الاستجابة إلى كافة المطالب الاجتماعية للمحتاجين، إلا أن مع توالي الأيام، أصبح عدد المحتجين وكذا الخيام في تزايد كبير، إلى حد أن مجموعة من العناصر اندست إلى قلب المخيم وأخذوا بعض الرهائن الذين هددوهم بعدم المغادرة بعد أن استجابت الدولة لمطالبهم الاجتماعية، بل مجموعة منهم كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء وملئوا إحدى الخيام بعشرات من أعلام جبهة البولزاريو وتواجد عناصر ملثمة غير معروفة”. وندد بوعيدة بصفته ممثلا للسكان بالأقاليم الجنوبية بهذه السلوكات والأحداث التخريبية، كما استنكر المواقف العدائية للجهات التي تسخر هؤلاء الأشخاص للنيل من وحدة المغرب بعد أن نجحت الدبلوماسية المغربية مؤخرا في الدفاع عن سيادة أراضيه عبر مختلف المحافل الدولية.

ومن جهته، اعتبر الأستاذ محمد العوينة، خبير بشؤون الصحراء وملاحظ سابق في عملية تحديد الهوية أننا خرجنا منذ سنة 2000 من المقاربة الأمنية إلى مقاربة جديدة دون أن نوفر لهذه الأخيرة آلياتها، في حين أن الطرف الآخر هيأ لما نحن فيه الآن منذ مدة طويلة، “لقد لاحظت وأنا مدرس في مدينة العيون في بداية الثمانينات أن قوات خفية تعمل على إفراغ العيون السفلى من الساكنة المحلية وتدفعها نحو الاستقرار في أحياء في الجهة الشرقية، وهذه السياسة الانعزالية ساهمنا فيها بدورنا عندما شيدنا أحياء بكاملها كحي مولاي رشيد وحي المطار ووزعنا البيوت على فئة واحدة من السكان، وأصبح لهذه الفئة متجرها وحمامها ومدرستها، وبالتالي نحارب بأيدينا دون أن نشعر مبدأ التعايش والتدامج بين سكان الشمال والجنوب الذي هو أساس الاستقرار والتآلف وتغيير الأفكار، إذ إن المطلوب ليس هو إدماج أهل الصحراء في جسم الشمال، بل تدامج متبادل”. وأضاف العوينة أننا عشنا قبل أيام ما عاشته فرنسا قبل سنوات مع مواطنين فرنسيين مهاجرين بسبب انعدام التدامج بين سكانها، حيث أقدم المهاجرون على تخريب الممتلكات وإحراق السيارات، إلا أن فرنسا فطنت لذلك، إذ قامت عبر ما تسميه سياسة المدينة بمحاربة الفوارق والتقريب بين المواطنين على اختلاف مشاربهم وفئاتهم، وتساءل “هل عندنا بمدينة العيون سياسة المدينة؟”. ونبه محمد العوينة في تحليله إلى أن من رأى الشبان الذين سموا أنفسهم بالعائدين، وهم يرفضون إعطاء تصريحاتهم لتلفزيون العيون الجهوية مع إزالة ألثمتهم ويصرون على البقاء والتمركز بالعيون، رغم أن أسمائهم تبين أن قبائلهم ليست بالعيون أصلا، بل أن آباءهم لم يلتحقوا قط بتندوف قادمين إليها من صحرائنا المستعمرة من قبل إسبانيا آنذاك، (من رأى) هؤلاء سيتأكد له أن “عودة” هؤلاء لم تكن بريئة. وأضاف العوينة أن المرحلة المقبلة تتطلب سياسة ذكية يتولاها العارفون بخبايا الأمور.
أما الفاعل الجمعوي والحقوقي محمد بن اعزة من مدينة بوجدور فيؤكد لـ “الصباح” أن الدولة كعادتها كانت سخية من خلال الاستجابة لأغلب مطالب المحتجين بمخيم “أكديم إيزيك” فيما يخص السكن وفرص الشغل حسب الامكانيات المتاحة، تجنبا لأي انزلاق أو تسييس للملف المطلبي الذي بدا في بداية الأمر أنه اجتماعي صرف، قبل أن يتبين مع مرور الأيام أن بعض العناصر الدخيلة على المجتمع الصحراوي وخاصة تلك المتمثلة في بعض الشباب الملتحق مؤخرا بأرض الوطن كانت تدفع في اتجاه المطالب التعجيزية بغية التصعيد لخلط الأوراق وتنفيذ أجندتها الخارجية الهادفة إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها تزامنا مع ظرفية المفاوضات غير المباشرة بين المغرب والبوليساريو”. كما أكد أن الأمر يتعلق بمؤامرة حيكت في الجزائر لتنفذ في الصحراء المغربية وفق أجندة محددة كان عنوانها الشغب والتخريب وإحراق الممتلكات وقتل الأرواح.
وأثار اعزة أن المرحلة التي تجتازها قضيتنا الأولى اليوم لا تحتمل المزيد من الأخطاء، مرحلة تصعب مقاربتها بنفس الخطاب التقليدي الذي عهدناه، فلا بد من الانتباه إلى أن ما تضخه الدولة من أموال لا يصل إلى الفئات المهمشة وأن الاستمرار في نهج نفس السياسة سيؤدي إلى إضعاف الجبهة الوحدوية وسيساعد على تقوية المد الانفصالي.
يذكر أن قوات الأمن المشكلة من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة قامت، صباح يوم الاثنين الماضي، بعملية تحرير الشيوخ والنساء والأطفال المتواجدين تحت قبضة مجموعة من ذوي السوابق والمبحوث عنهم في قضايا للحق العام بمخيم أكديم إيزيك، بعدما استنفذت كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع غير مقبول قانونا.
 إبراهيم أكنفار ([email protected]) جريدة الصباح ليوم الخميس 11 نونبر 2010