
غصت قاعة العروض الشيخ ماء العينين بتيزنيت يوم السبت 14 دجنبر 2014 عن آخرها بشباب قدموا إليها وكلهم آذان صاخية صاغية إلى أحد أعمدة الفكر الأستاذ الجامعي في اللسانيات المقرئ الإدريسي أبو زيد الذي حاضر في موضوع الشباب وبناء المستقبل والذي نظمته جمعية الآفاق الثقافية حيث بدأ الأستاذ بتقرير سمعه في إحدى الإذاعات فحواه أن عددا من المدمنين على المخدرات في أمريكا وصل إلى تسعة ملايين من بينهم ستة ملايين شاب، ليؤطر بذلك كلمته بالأخطار التي تحدق بالشباب ومن بينها تلك التي تستهدف طلبة كلية العلوم بالمخدرات قصد توقيف العقول عن الاختراع والإبداع أو يتم اغتيالها في حال وصولها. كما أشار إلى أن السهام كلها مصوبة نحو شباب المسلمين وذكر بعمليات اختراق عقول الشباب المسلم في بريطانيا والبالغ عددهم خمسة ملايين. بعد هذا المدخل تناول بالدرس والتحليل مجموعة من المنطلقات التي أسهب في التفصيل فيها منها اعتبار هذه المرحلة مرحلة الرسالة والتكليف وبداية لنمو المؤهلات البيولوجية والاستعدادات الفكرية والمعنوية لدى الشباب زيادة على غياب الالتزامات الاجتماعية والمهنية والأسرية لديهم، وأضاف الإدريسي ما اعتبره من أن الأمة المتخلفة في حاجة ماسة إلى شبابها وقد ذكر هنا المقرئ مثال اليابان في سنة 1870 عندما بدأت برنامج محو الأمية وكيف أصبحت سنة 1970 سنة الاحتفال بمحو أمية آخر جاهل فيها بفضل جهود شبابها.
ونحن كأمة مسلمة أولى من غيرنا وأوجب بالقضاء على هذه الأمية ونحن أمة اقرأ يردف المحاضر،داعيا الشباب إلى التجديد في بناء مستقبلهم كميزة تختص بها هذه الفئة العمرية التي اعتبرها محطة غير عادية من خلال عدة استشهادات في القرآن والسنة.
وقد عرج المحاضر بعد ذلك إلى المهالك والمخاطر التي تتهدد الشباب وحصرها في التنصير والانحراف الأخلاقي والفن المبتذل وأفلام الخرافة والعنف والجنس والملاهي
والإعلام والشارع وفشل التعليم والقمار والتدخين وعقلية التبرير وسقوط الهمة و الإمعية.
وفي الختام دعا أبو زيد إلى استلهام منهج النبوة في تربية الشباب وتحدث عن صور من هذا المنهج وسبله عدها في إعداد الشاب على طاعة الله والدعوة إلى اغتنام الفرص وعصمة النفوس من الانحراف والاستقامة المبكرة ولم يفته أن ينور الحاضرين بحلول وبرامج تكون لهم نبراسا في بناء حقيقي وواقعي لمستقبلهم، وذلك في قالب لغوي جذاب وصور شدت إليها الحاضرين الذين تابعوا كلامه وكأن على رؤوسهم الطير.
تعليقات