
ماتزال معاناة ” إبّا فاطِمْ “، الأرملة “التيزنيتية” التي تبلغ من العمر عُتيا و التي تنخر الأمراض جسدها النحيف، مستمرة مع مشكل حرمانها من بطاقتها الوطنية لما يزيد معن ثلاث سنوات ،واصطدمت أحلام هويتها الوطنية والتمتع بما تبقى لها من عمرها بواقع مرير، مُتجليا في رفض المسؤولين بالمديرية العامة للأمن الوطني تجديد بطاقتها الوطنية بسبب تشابه في معطياتها التعريفية مع معطيات سيدة أخرى تقطن بمدينة سلا .
و مستجدات هذا الملف الشائك، هو أن المصالح الأمنية بالرباط وصلت إلى قرينة ” إبّا فاطِمْ “، و استدعتهما في إطار التحقيقات التي تباشرها في هذا الشأن ، حيث قامت العناصر الأمنية بالمواجهة بينهما كُلل بتحرير محضر في الموضوع دون الحسم باعادة السماح لــ ” إبّا فاطِمْ ” بتجديد بطاقتها الوطنية .
بحرقة بادية على مُحيّاها، تحكي ” إبّا فاطِمْ “، التي حفرت التجاعيد أخاديد على وجوهها، راسمة عليها آلاما عميقة، بعد أن بلغت من السن عتيا ، تلك الرحلة لمدينة الرباط رغم أنها كانت عليلة و قد أنهكها المرض و حطّم قواها ، لكن آملها في استرجاع هويتها كان قويا ، و لما لا و هي متجهة لمدينة بها مقر المديرية العامة للأمن الوطنية .
لكن، تُهزم الآمال الجميلة عندما تصطدم بالواقع المرير، فرغم هذه المواجهة مع القرينة التي بالمناسبة تُجدِّدُ لها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني بطاقتها الوطني بشكل سلسل و عادي ، فــ ” إبّا فاطِمْ ” رجعت من الرباط مُتأزمة و منهكة فاقدة الآمال من استرجاع هويتها التي كانت السبب في في تعطيل انجاز رسم إراثة لعائلتها ،و بالتالي حرمان مجموعة من ورثة أحد أبنائها المتوفى مؤخرا (اليتامى) من حقوقهم في التركة .
” إبّا فاطِمْ ” الذابلة الملامح و غائرة العينين و الذي نخرت الامراض بعض من جسدها ،تلقت بحر الاسبوع الماضي اتصالات من المصالح الأمنية بالمنطقة الأمنية لتيزنيت من أجل الاستماع اليها من جديد مع أخذ عينة من لعابها، بعد أن حُررت عدة محاضر استماع في الشهور السابقة دون جدوى .
و مع استمرار هذا الوضع و هذه المعاناة التي تأخذ كل يوم من قسطا من صحة ” إبّا فاطِمْ “، قررت العائلة اللجوء إلى القضاء الإداري ضد المديرية العامة للأمن الوطني، لكن تتفاجأ برفض الاستجواب الأمني ، لتجد إبّا فاطِمْ ” نفسها مُرغمة على ضرورة طرق باب الاعتصام أمام مقر المنطقة الإقليمية لأمن تيزنيت في قادم الأيام .
تعليقات