الجمعة 9 مايو 2025| آخر تحديث 12:33 05/09



تيزنيت : تلوث مياه الآبار و تسجيل حالات تسمم و سط الساكنة بسبب رمي الدجاج النافق في بئر

تيزنيت : تلوث مياه الآبار و تسجيل حالات تسمم و سط الساكنة بسبب رمي الدجاج النافق في بئر

يعيش دوار أيت الطالب ايحيا، التابع لجماعة الركادة بإقليم تيزنيت ،كارثة بيئية بسبب تلوث مياه الآبار التي يعتمد عليها السكان في الشرب وسقي المزروعات، مشكلا تهديدا خطيرا على الإنسان والبيئة.

و بحسب المعطيات من وثائق و تصريحات المتوفرة لموقع  “تيزبريس”، فإن هذا التلوث ناتج عن ممارسات غير قانونية لصاحب ضيعة لتربية الدواجن، تقع على بعد حوالي 200 متر من دوار أيت الطالب ايحيا ( اقليم تيزنيت )،في الحدود مع نفوذ جماعة سيدي حساين أوعلي (إقليم سيدي إفني) المجاور.

التصريحات و الشهادات التي استقتها “تيزبريس” من المتضررين، تشير إلى أن القائمين على الضيعة المذكورة قاموا برمي أطنانا من الدجاج النافق داخل بئر به بمياه بدوار أيت الطالب ايحيا بجماعة الركادة ، و ردمه فيما بعد دون احترام المعايير الصحية والبيئية، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة وتسرب ملوثات إلى المياه الجوفية لمجوعة من الآباء بالمنطقة.

اكتشاف هذا الأمر من طرف ساكنة المنطقة،استدعى تدخل مختلف المصالح المعنية، بما فيها السلطة المحلية، والأمنية، والمندوبية الإقليمية للصحة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية، والشرطة البيئية، حيث أُجريت تحاليل ميكروبيولوجية لبعض العينات من مياه بعض الآبار بالمنطقة من  طرف المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتيزنيت، أكدت نتائجها أن هذه المياه غير صالحة للاستهلاك البشري و لا للري.

و كحصيلة أولية تم إصابة تم اكتشاف اصافة أفراد أسرة بالمنطقة بالتسمم جراء استعمالهم للمياه الجوفية الملوثة التي أكدت التحاليل المخبرية أنها لا تستجيب للمعايير الوطنية (المعيار الوطني 03.7.001)، كما تخالف مقتضيات قانون الماء رقم 36.15.

و على ضوء هذه النتائج المخبرية للمياه، قررت السلطات المحلية بجماعة الركادة اقليم تيزنيت منع استعمال المياه الجوفية لمجموعة من الآبار التي تعرضت للثلوت سواء للشرب أو السقي ،و تدخلت مصالح عمالة تيزنيت بتزويد المتضررين بصهاريج مائية إلى حين.

هذا وانعكست هذه الاوضاع سلبا على حياة الساكنة التي تضررت من تداعيات هذا التلوث، في ظل غياب شبكة المياه الصالحة للشرب، كما أن هذا الوضع البيئي الكارثي أثر على الزراعات المعيشية و تربية الماشية بالمنطقة و التي تشكل المصدر الرئيسي للعيش للساكنة ما زاد من تأزيم الوضع الاجتماعي و الاقتصادي بشكل خطير .

السلطات المعنية و في أطار بحثها عن ايجاد جل لهذه الكارثة البيئية، قامت بمباشرة أشغال حفر البئر الذي تم ردمه على أساس استخراج بقايا الدجاج النافق ، لكن وثيرة هذه الأشغال بحسب تصريحات الساكنة بطيئة و لا ترقى لهول المشكل  مما يثير استياء الساكنة ويطرح تساؤلات حول جدوى تدخل الدولة في حماية الحق في الماء والحياة الكريمة.

و بلغة ينتابها شعور باليأس والعجز، صرح مجموعة من المتضررين  أن السلطات تماطلت في التدخل لحل اشكال هذا التلوث المدمّر منذ بدايته، حيث أكدت تصريحات متطابقة أن الجهات المختصة توصلت بشكايات في الموضوع و لم تتدخل الا بعد مرور شهرين ، الامر الذي أدى إلى تلويث و تسمم أربعة آبار التي تم أخد عيناتها من أصل 13 بئرا متواجدة بالمنطقة.

وضمن التصريحات التي استقتها  تيزبريس حول هذا الموضوع، ناشد أحد المتضررين “الجهات المسؤولة” تبني مواقف واضحة لمعالجة هذا المشكل من الاساس، مشيرا إلى أن رغم هذه الاضرار كلها لازال الاستهتار متواصل ، حيت تم إفراغ كمية جديدة من الكتاكيت في وحدة تربية الدواجن المتهم صاحبها بتلويث المياه الجوفية .

هذا وسبق لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، أن طالب ولاة الجهات وعمال الأقاليم بالتدقيق في شأن مشاريع تطعن في شروط التنمية المستدامة ضمن نفوذهم الترابي، خصوصا حظائر وضيعات الدجاج، بعد تزايد منسوب الشكايات المتوصل بها من قبل المصالح المركزية بشأن إضرارها بالسلامة الصحية للسكان المجاورين لها، ومساهمتها في تلوث البيئة و تهديد حياة المواطنين .

 







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.