الثلاثاء 20 مايو 2025| آخر تحديث 1:26 07/08



تيزنيت :التقائيات الاعتراف في افتتاح one man show tiznit

تيزنيت :التقائيات الاعتراف في  افتتاح one man show tiznit

كانت لفعاليات الحفل الافتتاحي للدورة الخامسة من مهرجان one man show تيزنيت ، المنظم من طرف جمعية التواصل للثقافةوالمسرح بدار الشباب المقاومة بتزنيت ليلة أمس الجمعة 07 يوليوز طعم خاص، أصرت به إدارة المهرجان أن تخرج من الطقوس المرعية للمهرجانات..فقد ارتأت إدارة المهرجان بقيادة الفنان رشيد أنفلوس ، أن يكون للاعتراف بالذاكرة والرمز والتعبيرات المحلية في كل التقائياتها الجمعوية والثقافية والسياسية ،حضور على منصة الافتتاح، إن لم نقل الافتتاح نفسه.
ليلة الافتتاح التي حضرتها وجوه من عالم الثقافة والفن والسياسة ومن مختلف المشارب والحساسيات من داخل تيزنيت وخارجها ، استطاعت أن تعيد لقاعة العروض الشيخ ماء العينين شيء من روح التسعينيات المفتقدة بكل عنفونها وأحلامها..
وفي لحظة إنسانية تجاوب معها الحضور بامتنان كبير منحت إدارة المهرجان جدارة واستحقاق افتتاح المهرجان واعطاء انطلاقته للاستاذ حسن مرحوم تقديرا لكل مجهوداته الداعمة للمبادرات المحلية والجهوية، كما تسلم تذكار المهرجان من يد قيدوم الإعلاميين بتيزنيت الاستاذ محمد دادسي..
لتنطلق فعاليات الافتتاح مع تكريم قدماء wimrz، أسماء لاشكر ونعيمة توفيق وفاطمة الزهراء الغمامي ومولاي علي البلغيتي وسمير السرورتي والوافي عبد الوافي وأغوليد وجمال الدين أبو الحمد وسعيد رحم ..وجوه من كتيبة ويمرز التي بصم حضورها المسرحي والثقافي في المشهد المحلي ووصل اشعاعها الإبداعي المسرحي الى خارج المغرب..ويمرز وإن لم تحضر كل وجوهها ليلة أمس في تيزنيت، فإن حلم استعادة الفكرة بصيغة أخرى وبنفس الروح مازالت ترواد أعضاء المجموعة على لسان أسماء لاشكر ،وهي واحدة من الوجوه النسائية الثقافية والمسرحية من تسعينات تيزنيت والمستقرة اليوم بمدينة القنيطرة .
وعندما نتحدث عن wimrz كتجربة إبداعية لجيل من أبناء تيزنيت ، فلا يمكن القفز على وجه واكب هذه التجربة من موقع الفاعل الترابي
الداعم للمبادرات الثقافية، لهذا كان حضور الاعتراف بالاستاذ الحسن بنواري مشهد ضروري لتكتمل منمنمة الاعتراف..السي الحسن القادم بدوره من مدرسة جمعية الطليعة وزقاق الراميقي، حاضنة الإبداع في تيزنيت ذات زمن، كان من أبدال المدينة، وشريكة حياته في حب تيزنيت الأستاذة نزيهة أباكريم، و الذين آمنوا بكون الممارسة الجماعية في تدبير الشأن المحلي براكسيس يجمع بين جدلية التنمية والثقافة..
ليلة الافتتاح في اشارات الاعتراف كانت أقرب إلى فيلم قصير ، اخرجه رشيد أنفلوس بجرعات جمالية لمدينة ترقد في “غرفة انعاش الذاكرة”، وفي محاولة حثيتة منه لصنع مستقبل آخر ممكن للمدينة …

فإنعاش الذاكرة كان بالحضور البهي للاستاذ المكي بوسراو ابن الريف النبيل، أستاذ الفلسفة سابقا بثانوية المسيرة الخضراء منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي إلى غاية 2006، والذي تسلم من يديه قدماء wimrz تذكار الاعتراف والتكريم، كما تسلموا منه منذ عقدين كتلاميذ حب الفلسفة و تمارين صياغة السؤال ، و وصفات التربية على الأمل، وان الحياة غير ممكنة من دون موقف وابداع وأثر جميل كأثر ضربة الفرشة في غابات الأمازون..الاستاذ مكي بوسراو غادر تيزنيت ولم تغادره وأصدر قبل سنتين سيرة ذاتية ممهمورة بعنوان ” قالت الأم لولدها”والتي لا يبوح فيها بطقوس عبوره في تيزنيت، بل بتفاصيل ثانوية المسيرة والمدينة وناسها كما عايشها في فترة مهمة من التاريخ المحلي للمدينة، وكأن المكي بوسراو يكتب تاريخا مصغرا للمدينة ومخاضات تحولاتها السوسيولوجية والثقافية..
جسور إشارات الاعتراف لم تقف هنا في هذه الالتقائية التاريخية ، حيث كانت خطوات الشاب الحسين أبراش وعضو جماعة تيزنيت في اتجاه المنصة لتقديم التذكار الحسن بنواري، رسالة رمزية تحمل دلالات انتقالات جيلية في تدبير الشأن المحلي بالمدينة، وأن لا مستقبل لهذه المدينة من دون جسور الاعتراف، التي تمنح بركة وأسرار المدينة للفعالية والإنجاز ..
هذه مشاهد سريعة ومكثفة استطاع فيها رشيد أنفلوس روبين هود تيزنيت وسارق نارها أن يوقف زمن الفرجة المسرحية ، ويقدم أجمل لوحة تنهل من قيم الاعتراف وكرم التقدير في مدينة لا تختلق ذاكرتها وتاريخها، وإن جفت وتيبست مشاعرها في لحظات ما…هكذا إذن تمكن رشيد أنفلوس ان يوقف ليلة أمس عملية العبث بالخريطة الجينية لذاكرة تيزنيت قبل أن يطلق العنان لفرجته المسرحية!

عن لجنة اعلام المهرجان







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.