رشيد البلغيتي
أسباب الوفيات في المغرب هي السكتة الدماغية، في الرتبة الأولى إذ تقف وراء 14.74 في المئة من الوفيات، يليها مرض السكري بنسبة 13.70 ويبدو أن الحكومة ماضية لتكون السبب الثالث في الوفيات بسبب “الفقايص” بعد هذه الأمراض الفتاكة. (هذا إن لم تكن الحكومة مسؤولة عنها).
في وقت مازال يحمل فيه المهدي بنسعيد رماد الفنان أحمد جواد وبقايا جلده المحترق أسفل حدائه، كلما وطأت أقدامه باب وزارة الثقافة، يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة قد يكون سببا، من جديد، في تشييع جنازة مواطن آخر يائس ويتعلق الأمر بالشابة أسماء الهزام، عضو لجنة الحوار مع وزارة العدل عن “اللجنة الوطنية لضحايا امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة”.
● فوز مؤقت؟
منذ ثلاثة أيام كانت قاعة المكتبة الوطنية ممتلئة عن آخرها تنصت لعبد اللطيف وهبي الذي كان يقف على منصةِِ عدد الميكروفونات التي نُصبت فيها تنافس تلك الموضوعة على موائد دنيا باطمة. كان وهبي قد أعد، صحبة فريقه، ورقة مسنودة بالمراجع الدينية والفلسفية للدفاع عن الحريات.
وهبي الذي وصف نفسه بالمناضل والمفكر النقدي اكتفى بالقفز على المواد التي يحيط بها حائط قصير في مجموع القانون الجنائي المغربي بينما بقي طيلة كلمته دون الطويل والشائك منها.
الرجل وفيُُ لِخَطِ حزبه القديم دفاع عن “الحداثة مجتمعية” وعن “التقليدانية السياسية” بعبارة أخرى “أصالة ومعاصرة” أو للدقة “حشيش ورياضة”.
بعدما أنهى أستاذ سوسيولوجيا تعقيبا رصينا تحدث فيه الى الوزير ورفيق له، حامل للبندير، عن أخلاق الاقتناع وأخلاق المسؤولية عاد وهبي ليعلق هذه المرة بلسانه الروداني الطويل عن “البَوس” و”ال ADN اللي غادي يبين أن كل مغربي والد عشرين”..
قهقه الصحافيون وقهقه حملة الميكروفون وقهقت القاعة وقهقه وهبي ثم سقطت أسماء الهزام مغمى عليها “مسجاة” بِعلمِ وطن لم يسمع الحكام فيه صوتها عندما صرخت:
– واش أنا طالبة قانون متفوقة وبنت فقير ما نحلمش أنني نكون محامية فبلادي شي نهار؟
الكاميرات ترافق الهزام الآن لأن جوعها أطفأ الأضواء في “قاعة الحريات”.
● بعيدا عن الموضوع قريبا جدا منه:
عند بداية الندوة الصحافية لأحزاب الأغلبية، أول أمس، لم يكن عبد اللطيف وهبي مرتاحا في كرسيه (كيف له أن يرتاح!). بدأ عزيز أخنوش حديثه للصحافة بينما وقف وهبي ثم جلس ثم وقف باحثا عن جلسة مريحة.. رئيس الحكومة ذو الصوت الضعيف سأل جمهور الندوة الصحافية:
– واش كا تسمعوني؟
أجابه وهبي:
– إلى ما سمعوك راه كا يشوفوني!
امتعض أخنوش من الجواب لكنه سيضحك هذه الليلة، لا محالة، لأن المغاربة “غادي يشوفو وهبي” لأيام وينسون الجواميس والبصلة والمخطط الذي اخضَّرَ في جوف رئيس الحكومة
تعليقات