الخميس 5 يونيو 2025| آخر تحديث 11:50 10/05



تيزنيت : تذمر للأساتذة و استياء لطريقة تدبير مديرية التعليم لعمليتي ” الفائض و الخصاص ” و “الحركة الإنتقالية الوطنية “

تيزنيت : تذمر للأساتذة و استياء لطريقة تدبير مديرية التعليم  لعمليتي ” الفائض و الخصاص ” و “الحركة الإنتقالية الوطنية “

بنبرة كلها غضب يقول حسن : “أنا احد المتضررين من تدبير الموارد البشرية بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت لسنوات.. لدي أقدمية في المنصب تصل لما يقارب 30 سنة بقلب فيافي دائرة تافراوت ، وفي كل مرة ، رغبتي في الانتقال إلى مدينة تيزنيت لا تتحقق .. لان المناصب التي أطلبها في الحركة لا يتم الإعلان عليها في الحركة الانتقالية الوطنية و يتم إسنادها في بداية كل سنة، في إطار إعادة الانتشار لمن هم في سن أولادي أو تلامذتي… أليس هذا سببا للجنون ؟؟؟ !!”.

آخر من الأطر التربوية بدائرة أنزي قال:” أنا استغرب كيف يتم حرماننا سنويا من مناصب داخل جماعة تيزنيت، يستفيد منها بشكل سنوي المحظوظات و المحظوظين بسنوات عمل في بعض الأحيان تصل لأقل من عقد من الزمن فقط ، في حين ممن لديهم 30 سنة أقدميه و أكثر من 200 نقطة ممن لا يتملقون لأحد، يُكتب عليهم أن يُقضوا زهرة عمرهم أو العمر كله في الفيافي…لماذا مديرية تيزنيت لا تعلن في إطار الحركة الانتقالية الوطنية، عن كل هذا الكم من المناصب التي يتم استحداثها سنويا بجماعة تيزنيت في إطار عملية تدبير الفائض و الخصاص..حسبنا الله و نعم الوكيل ؟؟؟”.

أستاذ بدوره وهو خارج النفوذ الترابي لإقليم تيزنيت، علّق عن هذا الموضوع بالصفحة الرسمية لمديرية تيزنيت بالفايسبوك هذا الأسبوع قائلا : ” تكليفات أساتذة الابتدائي بمديرية تزنيت في مناطق جذب، ببلدية تزنيت وجماعات مجاورة نطلبها نحن المنفيون في جبال سيدي افني وغيرها لسنوات، باقدمية 20 سنة وأكثر، وصمة عار في جبين هذه المديرية ..”.

هذه التصريحات  مجرد”غيض من فيض” العديد من الانتقادات التي استقتها ” تيزبريس”،من مجموعة من الأطر التربوية بمختلف الجماعات بالإقليم و خارجه، الذين يرون أنهم لا يفهمون و لا يستوعبون الطريقة التي تُدبّر بها حركية الموارد البشرية بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت سواء في عملية تدبير الفائض و الخصاص أو الحركة الانتقالية الوطنية .

تدبير الفائض و الخصاص :

تتجدد سجالات “الفائض والخصاص” مع كل دخول مدرسي جديد ،ومباشرة بعد إعلان المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت نتيجة عملية تدبير الفائض والخصاص برسم هذا الموسم، أحسّت الأطر التربوية المنفية بالعالم القروي والتي عمّرت لثلاثة عقود بأقاصي الجبال بنوع من الظلم و الاستياء خاصة بعد فتح هذا الموسم و على غرار المواسم السابقة، أزيد من 40 منصب داخل جماعة تيزنيت كمنطقة جدب، تستفيد منها و بشكل سنوي فئة محظوظة ، و قد التحق بها هذه السنة بعض أطر الأكاديمية حديثي العهد بالتدريس .

وصبت مجموعة من التعليقات بالصفحة الرسمية للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت بالفايسبوك ، جام غضبها على مصالح المديرية ، وقال أحد المعلقين : ” وبقدرة قادر ظهرت أخيرا مناصب شاغرة تم إخفاؤها في الحركة..يجب على النقابات أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية للقطع مع هذه التصرفات المشبوهة”.

وعلّقت إحدى الأستاذات قائلة : ” مناصب موجودة عند تدبير فائض و في الحركة الانتقالية الوطنية لا احد ..حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ” ، فيما تعليق آخر قال فيه صاحبه : ” اتقوا دعوة المظلومين فليس بينها وبين الله حجاب…لا للتكليفات السنوية ،نعم لفتح المناصب في الحركة الانتقالية من أجل التباري والاستحقاق” .

هذه العملية ( تدبير هذا الفائض و الخصاص) التي لاتزال مستمرة إلى حدود كتابة هذه الأسطر و نحن في بداية شهر أكتوبر، يعتبرها الأساتذة لا تُدبّر بشكل سليم و سلسل و شفاف من طرف مصالح المديرية و تساهم في هدر الزمن المدرسي للمتعلمين، و يرى آخرون أن هذه الحركة تشوبها ما يعتبره الأساتذة “تلاعبات” في البنيات التربوية من خلال التفييض والضم ألقسري ، حيث أُسندت في بعض المؤسسات بالسلك الابتدائي المستويات الست لأستاذين فقط .

ويرى بعض الأساتذة في اتصالهم بموقع “تيزبريس “، أن بعض المؤسسات التي كانت تشكو من الخصاص ، أصبحت بقدرة قادر بعد أسبوعين ، بها فائض من الأساتذة ، و العكس صحيح ، بحسب ، دائما ، تصريحات بعض الأطر التربوية بالإقليم .

وما يستغرب له بعض المتصلين بالجريدة، الصمت المطبق و اللامبالات القاتلة للإطارات النقابية بالإقليم تجاه سيرورة هذه العملية ، حيث التزمت النقابات الصمت و فضلت عدم الحديث عن هذه العملية بالسلب أو الإيجاب ، وهو الأمر الذي فسره البعض بكون الكل منغمس و مستفيد من “الكعكة” .

مسؤول نقابي واحد بتيزنيت،انتقد خارج اطاره النقابي من خلال تدوينات نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك “، ( انتقد ) عملية تدبير الفائض و الخصاص ، و كشف عن من وصفهم بــ ” المكلفون فوق العادة ” ، مشيرا لبعض الحالات نذكر منها ما قاله بالحرف : “أستاذ التعليم الابتدائي – غالبا غير حاصل على الإجازة – ورغم ذلك يتم تكليفه كل موسم لتدريس الفيزياء او الرياضيات في السلك الثانوي حتى دون الحاجة إليه…هذا الموسم ورغم المرسوم الذي يمنع التكليف خارج السلك على موظفي الوزارة.. احتفظ له بمنصب لتدريس الرياضيات في ثانوية لا تبعد عن مركز تيزنيت أكثر من 15 كلم.. ورغم ذلك مزق وثيقة التكليف إربا إربا على مسؤول في المديرية مطالبا بتكليفه داخل البلدية “.

الحركة الانتقالية الوطنية :

تقريبا سنويا تتفاجأ فئات عريضة من نساء ورجال التعليم باقليم تيزيت ، بهزالة مخرجات الحركة الانتقالية الوطنية، ونتائجها المخيبة للآمال، بسبب المنهجية التي تدبر بها هذه العملية التي أصبحت تضرب في العمق الاستقرار الاجتماعي والنفسي لهيئة التدريس .

هذه الحركة الذي كانت تتم سابقا على ثلاثة مراحل (وطنية فجهوية ثم محلية)، أصبحت المناصب المطلوبة فيها بمركز مدينة تيزنيت و هي منطقة جدب بالإقليم ، يتم شغلها سنويا عن طريق التكليف المؤقت.

ويستنكر الأساتذة المشتكون عدم إعلان مصالح المديرية للائحة المناصب الشاغرة او المحتملة شغورها ، كما يقع في حركة الإدارة التربوية،من أجل ضمان جزء من الشفافية والنزاهة ، وهو الأمر الذي فطنت اليه نقابة الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي fne من خلال مراسلتها للمدير الإقليمي ومطالبته بإعلان المناصب الشاغرة او المحتمل شغورها حتى يتسنى لكافة نساء ورجال التعليم المشاركة في الحركة الوطنية، والاستئناس بكافة المعطيات المتعلقة بهذه المناصب التي سيتم ىالتباري حولها.

هذا الوضع دفع ببعض أطر هيئة التدريس بالإقليم ممن قضوا أزيد من 20 سنة بالفيافي ، للبحث عن سبل أخرى، يقال أن بعضها فيها “بيع و شراء”، للانتقال لمركز المدينة تحت غطاء “التبادل” .

هذا السبيل يتحتم على من سيسلكه “الحج” من فيافي مديرية تيزنيت إلى المركز الحضري لمدينة أكادير على أساس التبادل بعد  سنة أو سنتين،  مع أساتذة من مركز مدينة تيزنيت ممن يرغبون في الاستقرار بعاصمة سوس .
ويعتبر بعض المتضررين من هذه العملية، أن هذا الخيار، أي التبادل، يُضيّع حقوق من هم أولى بتلك المناصب، وطالبوا بالوقوف عليه والاكتفاء بالتبادل الآلي خارج الحصيص المخصص للحركة .

ويخشى الأساتذة الذين تحدثوا لـ” تيزبريس”، أن يستمر حال هذا الواقع الذي أسموه بالواقع المُر، هذه السنة أيضا على غرار السنة الماضية ( صفر منتقل إلى مركز تيزنيت و النواحي) مما سيزيد الوضع تأزما مع ما تعرفه الساحة التعليمية من وضع محتقن نتيجة التراجعات وعدم تلبية الملفات المطلبية لكل الفئات .







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.