
للتضامن مفاهيم حسب اختلاف البشر، في العادة يجعلك تنتسب لمجموعة ما وينتسبون لك، تتغلب على محنك بمساعدة الآخرين وتآزرهم، والتزام الجماعة بمعاونة الجماعة والفقراء والضعفاء.
وقد يكون له مفهوم آخر لدى المجلس البلدي بتارودانت حين يكون”خلا دار عشتك”.
قبل التضامن كانت زهراء تعيش في كنف أسرتها بدار في ملكية العائلة، تحميهم من نوائب الدهر، من التشرد ورغم الفقر وما يعانيه الإنسان مع هذه الآفة، ورغم الظروف القاسية، إلا أن المسكن يعفيك من أداء بعض الضرائب الباهضة في الحياة، يحميك من تكالب الظروف السيئة التي تأتي عادة مجتمعة على رؤوس الفقراء والضعفاء.
باسم تضامن المجلس البلدي بتارودانت حكم على الزهراء وجدتها بالتشرد وأمها بالموت، كانت تسكن بزرايب باب الخميس بالدار المسماة بن المحجوب رسم عقاري عدد 14590س.
لما أقدم المجلس البلدي على هدم الدار مباشرة بعد وفاة الأم سنة 2009، دون تعويض بمسكن آخر لحد الآن، ورغم إحصاء جدتها ضمن لائحة المستفيدين استنادا لمراسلة بمثابة استدعاء للجدة من طرف المجلس البلدي تحت إشراف الخليفة الأول للعامل بتاريخ 06 فبراير 2006.
يخبرها فيها أن اللجنة الإقليمية أحصت منزلهم ضمن الدور التي تهدد السكان ويدعو الجدة لسحب رخصة الإذن مع تأدية الدفعة الأولى 8000,00 درهم من أصل 40.000,00 درهم، وذلك في أجل لا يتعدى الشهرين قصد الاستفادة من دار بتجزئة التضامن المنجزة في إطار الشراكة بين البلدية ووزارة الإسكان والتعمير.
لكن لماذا هذه الشروط التعجيزية دفع 8000,00 درهم في أجل لا يتعدى شهرين، فهل يعلم سيادة الرئيس أنه لو طلب هذا المبلغ داخل هذا الأجل من موظف ذي أقدمية 20 سنة لا يستطيع له سبيلا، فما بالك بمن يعيش الفقر بكل تجلياته، وأظن أنه شرط متعمد لمحاولة إقصاء (المكردين) وإن لم يكن متعمد فهو لا يتناسب مع قدرة هذه الفئة.
وبطبيعة الحال لم تستطع الجدة دفع القسط المطلوب وهي للعلم مقعدة وفاقدة للبصر وصماء، تعتني بها زهراء في بيت مكترى بدرب الشريف حيث تعمل زهراء في ظروف مؤقتة، حسب توفر العمل، ولم تجد الجدة غير حنان وبر الزهراء بها تعيلها وتعتني بها، ظلت زهراء وجدتها بعد وفاة والدتها تطرق أبواب المجلس البلدي متشبثة بحقها في السكن بدار بالتجزئة على غرار المُهجَّرين الآخرين.
ليتسنى لهن تلقي مراسلة ثانية من رئيس المجلس البلدي تحت إشراف الباشا، بتاريخ 14 ماي 2007 لأداء الدفعة الأولى من بقعة بتجزئة التضامن 4000,00 درهم من أصل 20.000,00 درهم.
عفوا سيدي الرئيس هذه الأسرة كانت تمتلك دارا وليس بقعة، وكان من واجب المجلس البلدي أن يجد حلولا لاستفادة الفقراء دون ضغوط مادية ودون تكبيل بالحيز الزمني الضيق إن كان يعي معنى التضامن. فكيف تحولت الدار إلى بقعة، وإن كانت الأسرة تحتاج للبقعة هل ستجدها أم تمت السيطرة عليها على غرار الدار من طرف اللوبي المعروف.
عبد اللطيف بنشيخ
تعليقات