ظهر من جديد ليقوم بمناوراته في فن النشل والسرقة ولم تتأكد تيزبريس من كونه نفس الشخص إلا أن الحيلة نفسها، يقترب منك بكل خفة مدعيا أنك قد دهسته أو ارتميت عليه أو صدمته أو يتظاهر بالوقوع وفي هذه اللحظة الوجيزة من الاحتكاك يكون قد أدى مهمته بكل فنية، هكذا راح التلميذ (مولود) هدفا سهلا تمكن منه لص بارع في خفة اليد ورياضة البنان، فبعد دراسة سريعة للشخصية والمكان ، اقترب منه بتؤدة قبيل صلاة التراويح عند باب أولاد جرار ليتظاهر بالسقوط على الشاب مولود، وفي هذه الثواني القليلة يكون قد أنجز وحقق مسعاه وخطف محفظة من جيب الضحية تحوي 450 درهما إضافة إلى أوراق تعريفه ثم لاذ بالفرار ليختفي مستغلا الضوء الخافت للمكان، ولم يتنبه مولود للعملية إلا بعد مدة، فلم يكن منه إلا أن أبلغ السلطات الأمنية بما حدث في صبيحة اليوم الموالي.
ونحن هنا نتذكر جميعا أن هذه الواقعة إن لم نقل التقنية، سبق أن حصلت في نفس الفترة من السنة الماضية تقريبا وبنفس المهارات ، وقد كانت تتم أحيانا بشخصين ولكن بحبكة جديدة إذ كانا يصطنعان العراك ويتظاهران بالشجار، وإذا قمت بتفرقتهما فاعلم أنك ستكون ضحية لسنياريو محبوك وقعت في شراكه، فإن لم يتدخل أحد لتفرقتهما اقتربا منه في مسرحية تتقمص فيها أنت دورا مرتجلا لم تكن تتوقعه إذ يقومون بزيارة جميع جيوبك وكأنك مخدر فحذار من هؤلاء اللصوص.
c une mitode algerienne