الأحد 15 يونيو 2025| آخر تحديث 8:35 12/09



مسابقة “سطار من الدار”.. هل ″تمخض الجبل فولد فأراً″؟

مسابقة “سطار من الدار”.. هل ″تمخض الجبل فولد فأراً″؟

«تمخض الجبل فولد فأرا»، مثل بليغ، ينطبق على مسابقة “سطار من الدار”، التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بشراكة مع جمعية “آرت وورك” بسلا وصندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب (UNFPA).

مسابقة طُبّل وهُلّل لها منذ شهر ماي الماضي تزامنا و فترة الحجر الصحي الذي فرضه وباء فيروس كورونا ،لكن تبيّن أن “الجنازة كبيرة والميت فأر” و أعطيت لهذه المسابقة أكثر مما تستحقه ، حيث تم ايقاف المنافسة بعد اختيار 6 متبارين من كل صنف دون  اجراء البرايمات الثلاثة المتبقية .

تُرك المتنافسون من فلذات الأكباد ، الذين كدُّوا و تعبوا في اعداد و تصوير فيديوهات في صنفي “البودكاست” و”الأفلام القصيرة”، حول موضوع متعلق بفيروس كورونا ، ( تُركوا ) وسط الطريق و تبخرت آمالهم و أمانيهم بعد أن علّقوها على من لا يستحق .

“ريان بومسوا ” من التلاميذ المبدعين بمدينة تيزنيت ، الذي تم اختياره ضمن المتبارين الــ 12 الذين كانوا سيتنافسون في البريمات الثلاثة التي تم اقبارها من دون معرفة السبب، ويعتبر من المواهب الفنية والإبداعية التي انخرطت باحترافية عالية في هذه المسابقة و عبر حس إبداعي كبير لكن خاب و انكسرت آماله و ذهَب جهده و ابداعه أدراجَ الرِّياح .

ولم يجد البعض من هؤلاء ،بعد أن اختفى موقع المسابقة من الشبكة العنكبوتية و اغلاق المجموعة الواتسابية التي خُصصت لهذه المنافسة ، لم يجدوا غير صفحة الجمعية و قناتها على اليوتيوب لينهالوا عليها بتعاليقهم سبا و شتما .

و الغريب في الأمر أن القائمين على هذه المسابقة الوطنية ، لم يكلفوا أنفسهم عناء التواصل مع المتبارين لتبرير توقف المنافسات من دون استكمال جميع أطوارها ، وهو الأمر الذي وصفه أحد المتبارين بــ “العبث” و ” المهزلة ” ، خاصة أنها مسابقة أطلقتها وزارة التربية الوطنية بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب (UNFPA) .

مصطفى النحيلي، الفاعل الجمعوي ، تأسف كثيرا ، في تصريح لتيزبريس ، لكون هاته المسابقة التي قال أنها كانت موجهة بالاساس لفئة الأطفال، لم تكن في المستوى اللائق ، خصوصا من حيث التنظيم والتواصل.

إذ قال “النحيلي ” أن اكثر من ذلك أنها اعتمدت نظام التصويت الالكتروني فقط، وبدون ضوابط للحد من ما عرفته من تجييش لكسب اكبر عدد من الاصوات دون التدقيق في جودة المحتوى.

وأضاف النحيلي، في تصريح للجريدة، ” الأدهى أن هذا التجييش انخرط فيه بعض رجال التربية والتكوين عبر المجموعات الرسمية على الواتساب للمؤسسات التعليمية ومصالح المديريات. وما خلفته المسابقة من تدمر وزادت من تعميق الهوة وفقدان الثقة لدى الاطفال”.

ونبّه “مصطفى النحيلي”  في الأخير قائلا: ” وجب في رأيي ان لا تمر هاته المهزلة بدون تحديد المسؤوليات، وأولها المسؤولية المباشرة لوزارة التربية الوطنية بتبنيها مسابقة دون الالمام بالحيثيات، مما يطرح تساؤلات حول منهجية الوزارة في اختيار تعاقداتها، وقدرة كوادردها على التحقيق والتدقيق قبل الوقوع في المطبات”.

يُشار أن جريدة ” تيزبريس ” حاولت التواصل مرارا مع جمعية “آرت وورك” لأخذ رأيها في الموضوع ، لكن الهاتف ظلّ يرنّ دون جواب.

 

 

 







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.