
بداية لا أحد يمكن أن يختلف حول أهمية مشروع مباراة أفكار الشباب من حيث الفكرة والمشروع والمضمون والأهداف باعتباره مدخلا لتقريب الشباب من الشأن العام المحلي عبر الية تقديم منح صغيرة لتمويل مشاريع يقترحها و ينفذها الشباب تستهدف الفضاء العام بجماعة تيزنيت. ولا أحد يمكن كذلك أن ينكر دور جمعيات المجتمع المدني في إنجاح المشروع من خلال المشاركة ودعم الشباب الراغب في الترشح. إلا أنه صراحة نتأسف لكيفية إختيار الجمعية السالفة الذكر لتنفيذ هذا المشروع الهام في غياب معايير واضحة وفي غياب حتى لجنة خاصة بإنتقاء المشرف على المشروع بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة التي يتخذها الرئيس وأغلبيته كمحدد لتسيير الجماعة بما فيها إختيار هاته الجمعية، بعيدا عن الشفافية والنزاهة المطلوبة في مثل هذه الاختيارات. لذلك إرتأينا من خلال دورنا وأمام المسؤولية الملقاة على عاتقنا وبعد تلقينا شكاية من الجمعيات المشاركة في عملية الترشح أن نوضح للرأي العام المحلي حيثيات إختيار الجمعية المعلومة وليس إنتقائها كما هو معمول به في النسخة الأولى للمباراة السنة الماضية والتي كانت الى حد ما سليمة مقارنة مع هاته السنة.
أولا : الجماعة سبقت وأن أطلقت إعلان خاص بالجمعيات المحلية الراغبة في الترشح لتنفيذ مشروع مباراة أفكار الشباب إلا أنها لم تحمل نفسها عناء الاعلان عن لائحة الجمعيات المرشحة ولا حتى الاعلان عن الجمعية المنتقاة مع العلم أن الكل كان ينتظر الافراج عن النتائج، ليتفاجأ الجميع بإسم الجمعية المختارة بجدول أعمال دورة المجلس لدورة فبراير 2019.
ثانيا : الجمعية المختارة تم إعطائها الضوء الأخضر من طرف رئيس الجماعة حول توقيع إتفاقية شراكة لتنفيذ المشروع وهو ما إتضح من خلال إقدام الجمعية المعنية ببدأ الأنشطة المتعلقة بالمشروع وتنفيذها وتضمين شارة الجماعة ( لوغو) في كل الدعائم التواصلية، كل ذلك يحدث قبل مناقشة المجلس للاتفاقية، الشيء الذي يمس إستقلالية المجلس ويمس مبدأ التداول الحر ويضربه عرض الحائط. لأن السؤال الذي يطرح نفسه هو مع الافتراض جدلا أن أعضاء المجلس لم يوافقوا على عقد الاتفاقية مع الجمعية، ماذا سيقع؟
ثالثا : الجمعية التي تم إختيارها لتنفيذ المشروع هي جمعية الحي وليست جمعية المدينة، علما أن السنة الماضية كذلك فرض على جمعيات الأحياء المشاركة عقد جموعاتها العامة الاستثنائية لتغيير إسم وأهداف جمعياتها وإسقاط كلمة الحي عنها لتشمل أنشطتها تراب الجماعة ككل.
رابعا : خلال اجتماع اللجنة الدائمة للمجلس المعنية بمناقشة هذا الموضوع اضطر أعضاء اللجنة تأجيل هذه النقطة مرتين متتاليتين لغياب أجوبة مقنعة حول طرق إختيار الجمعية وهو ما صرح به كل من المكلف بمصلحة التعاون والشراكات ومدير المصالح الجماعية بالنيابة، إذ صرحا معا على عدم علمهما بمعاير الاختيار ولا بأعضاء لجنة الانتقاء.
خامسا : الاجتماع الثالث والأخير للجنة الدائمة وبعد إصرارنا على التعرف على لجنة الانتقاء وحضور أحد أعضائها، تم الاستعانة كما العادة “بالشعوري” كعضو مفترض للجنة الانتقاء التي من المفترض أنها إنعقدت والمفترض أيضا أنها هي من إختارت الجمعية، حيث صرح السيد الشعوري أنه هو بمعية رئيس الجماعة من قاما باختيار الجمعية المعنية بعد الاطلاع على الملفات الثلاث للجمعيات المرشحة حيث إتضح أن المعيار الوحيد المعتمد هو البحث عن أسباب الاقصاء أكثر من الامكانيات المتوفرة في الجمعيات، فحسب تصريحه فإن سبب إقصاء جمعية الازدهار كونها سبق وأن أشرفت على النسخة الأولى لمباراة أفكار الشباب مع العلم أن شروط الترشح التي أعلنت عنها الجماعة لم تشر نهائيا لهذا الشرط وإلا لما ترشحت الجمعية. وأن سبب إقصاء الجمعية الثانية ” منظمة تاماينوت ” هو بسبب ترأسها من طرف نفس رئيس جمعية الازدهار ما يدل على أن الرئيس وأغلبيته تتعامل مع الأشخاص أكثر ما تتعامل مع المؤسسات.
سادسا: لماذا لم يتم إعتماد نفس المنهجية التي تم إعتمادها في النسخة الأولى لمباراة أفكار الشباب من خلال وضع لجنة إنتقاء مشتركة بين ممثلي الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وممثلي جماعة تيزنيت منتخبين وموظفين ووضع معايير واضحة وشفافة معتمدة على الامكانيات التنظيمية والبشرية ومدى فهم فلسفة المشروع وعقد لقاءات ثنائية مع الجمعيات المرشحة، حيث كانت لجنة انتقاء الجمعية مكونة من :
• ناصر الدين الرحماني ممثل GIZ؛
• عثمان أجناتي ممثل GIZ؛
• محمد الشيخ بلا نائب رئيس الجماعة؛
• أحمد بومزكو نائب رئيس الجماعة؛
• سميرة واكريم نائب رئيس الجماعة؛
• مصطفى السبتي مكلف بمصلحة التعاون والشراكات؛
• الحبيب اديحيا عن مصلحة الثقافة مكتب العمل الجمعوي.
في الاخير نؤكد تثميننا لمشروع مباراة أفكار الشباب ولمجهودات جمعيات المجتمع المدني، ونؤكد للرأي العام المحلي أننا غير راضون على المنهجية التي تعتمدها جماعة تيزنيت بخصوص التمييز المستمر والمتمادي بين الجمعيات وتقسيمها الى جمعيات محظوظة موالية للأغلبية المسيرة وجمعيات غير مرغوب فيها والوقوف ضدها في أي مساهمة منها للرقي بالمدينة لا لشيء سوى لأنها جمعيات غير مرغوب فيها وأنها لا تشارك مع الرئيس وأغلبيته نفس التوجهات الحزبية الضيقة. وهذا ما نرفضه لأن المفروض في الجماعة ” جماعة تيزنيت ” أن تكون جماعة الجميع سواء كانو في توجه الرئيس أو خالفه التوجه.
نوح أعراب: عضو جماعة تيزنيت عن الاتحاد الاشتراكي/ عضو اللجنة المكلفة بالشؤون الثقافية والرياضية والتربية والشباب.
المرفقات: تقرير عن معاير و نتائج إنتقاء الجمعية بالنسبة للنسخة الأولي لمبادرة أفكار الشباب السنة الماضية.
تعليقات