
وأنت تتأمل مجموعة متنوعة من نماذج مصغرة لمحامل وسفن خشبية صنعت ببراعة وفن، تحس وكأنها تحن لموج البحار، وتهفو لأن يداعب نسيم البحر أشرعتها البيضاء، لتشق رحلتها المليئة بالمغامرات والأحداث.
هكذا حال سفن خشبية تذكارية مؤثثة على قارعة الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين شمال المغرب وجنوبه، بالقرب من قيادة أولاد جرار إقليم تزنيت، أبدعتها أنامل المعلم “لحسن” قبل عرضها على زبناء غالبيتهم من مرتادي ذات الطريق.
“الصنايعي” لحسن الرجل الستيني الذي رافقه حب البحر والسفن والمراكب منذ إشتغاله كبحار لعقود من الزمن، لم يتوانى ولو مرة في ترجمة هذا العشق إلى تذكارات جميلة، تمزج بين الماضي والحاضر، وتحول البر إلى ميناء ترسو عليه قوراب الإبداع ومراكب الإبتكار.
يقول لحسن ” صناعة مجسمات السفن هي موهبة عانقت أناملي طيلة 34 سنة الماضية، عملت خلالها على تطوير ميولي والمزج بين مواد متنوعة لتشكيل تحف فنية من مختلف الأنواع والأحجام، ومازالت إلى اليوم أجتهد وأبتكر لإرضاء أذواق الزبناء”.
“مدة الإنجاز تتراوح بين اسبوع واحد إلى ثلاثة أسابيع، حسب نوع العينة في طور الصنع وحجمها وشكلها وبعض الإضافات الإبداعية خصوصا إذا كان التذكار قيد الإنجاز عبارة عن طلب من أحد الزبناء”. يضيف المتحدث.
وعن عائدات هذه الحرفة يقول لحسن ” لافرق بين حرفتي أمس كبحار في الميناء يجاور سفنا ومراكب شراعية كبيرة وحرفتي اليوم كصانع لمحامل وسفن صغيرة، الرزق يبقى على الله، والأهم أنني أعتبرها مورد قوتي اليومي رفقة أسرتي، والحمد لله على نعمة الحلال”.
مصطفى البكار
تعليقات