شهدت رحاب مسجد الزاوية التيجانية الكائن بساحة المشور يوم الأحد 10 فبراير 2013 تظاهرة دينية احتفاء بذكرى مولد الهادي صلى الله عليه وسلم حضره مريدو الزاوية من مناطق مختلفة من المملكة وقد قدر عددهم بالمئات، وعرف زيارة عامل صاحب الجلالة على الإقليم والوفد المرافق له. أشرف على الحفل الديني ثلة من مشايخ الزاوية كما كان لأحد علماء المجلس العلمي المحلي كلمة بالمناسبة، وشنفت المجموعة القادمة من الجرف الأصفر أسماع الحاضرين بأناشيد وأمداح نبوية وسماع صوفي، وللتذكير فهذه التظاهرة تقام نهاية أحد شهر ربيع الأول من كل سنة. ويعتبر سيدي الحاج الحسين بن موسى الإفراني قطب من أقطاب الطريقة الذي كان له الفضل في تأسيس الطريقة بالمنطقة والمعروف بزهده وورعه وغزارة إنتاجه وكتاباته، كانت له الزعامة بسوس. نشأ في قرية السوق ( بتانكرت ) وقرأ على شيوخ جزولة، وطاف ببعض الجهات القريبة منها ثم البعيدة. فأخذ بفاس وبمراكش ومصر. وأتى بكتب نادرة. وأقبل على الإفتاء والتدريس في مدارس تازروالت وآيت رخا وسيدي بو عبدلي وبذلك ذاع صيته. حج مرتين. وكثر أتباعه ومناوئوه. وقام هؤلاء بمهاجمته، لموالاته حكومة ذلك الوقت ( سنة 1318 هـ ) فنهبوا داره في قرية السوق، وفيها كتبه التي كانت نحو 1600 مجلد، فقصد تزنيت حيث أقطعته الحكومة داراً أمضى فيها ما بقي من حياته. وأنشأ فيها زاوية لأهل طريقته ، وعرف له السلطان عبد الحفيظ بن الحسن، سابقة في نصرة أهل بيته، حين بويع ( سنة 1316 هـ ) وقصده الناس حتى خصومه بالأمس. له شعر، وتآليف منها:
(ترياق القلوب) في التصوف مجلدان (ج) (الخواتِم الذهبية في الأجوبة القشاشية) في مجلد (ج) (المجالس المحبرة الفائضة ) (ج) (تعليق على فروق القرافي) (ج) (تفسير سورة الإخلاص)
توفي رحمه الله ضحى يوم السبت 4 شوال عام 1328 هـ، وتولى الصلاة عليه العلامة الجليل سيدي مصطفى ماء العينين،.
خزانة الحاج الحسين الإفراني:
من أكبر الخزانات السوسية وكانت تضم نفائس المخطوطات من جميع الفنون والعلوم وهي محصلة اقتناءات الحسين الإفراني أثناء مقامه بايفران أو خلال تجولاته أو لحظة مقامه بتيزنيت، ويبدو أن ماتعرض له جزء من محتويات الخزانة من نهب وسرقة لم يؤثر على رصيدها الكمي ولا على قيمتها العلمية وما تبقى منها مازال بيد ورثة الإفراني بداره الكائنة بساحة المشور بمدينة تيزنيت.
قال محمد المختارالسوسي في المعسول:
…وفي تاكجكالت أحاط المجاطيون بالقائد سعيد المجاطي وهرب ليلا مع عياله بعدما أوقد النار في بيته وأثاته حسدا وبغضا لمجاطة وكراهية لأن يغنموها …ومن جملة من نهبوا منهم الشيخ العلامة المقدم سيدي الحاج الحسين الافراني الذي نهبوا داره بسوق ايفران وأخذوا منها أموالا طائلة من جملتها 400 كأس من البلور وخزانة كتبه التي يضرب بها المثل بسوس، وقد جمع فيها المخطوطات والمؤلفات السوسية القديمة، وقد قدر عددها في 1600 كتاب مطبوع فقط، دون المكتوب، وقد ذكر المختار السوسي أن هذه الدخائر العلمية أرجعت له بعد استقرار الأوضاع ، قال في سوس العالمة: وخزانة الشيخ الإمام سيدي الحاج الْحسين الافراني التي نَهب منها عام (1318هـ)، زهاء (1700) كتابا ثُم جمع غالبها، فبقيت تَحت أيدي أولاده في تزنيت.