الجمعة 19 أبريل 2024| آخر تحديث 2:23 10/14



رئيسة نادي النساء المقاولات بتيزنيت: تزنيت بيتنا جميعا

رئيسة نادي النساء المقاولات بتيزنيت: تزنيت بيتنا جميعا

في خضم الحملة الانتخابية التي سبقت اقتراع 7 أكتوبر 2016، ظهر هشتاك يقول : “تيزنيت ليست للبيع” وكانت الغاية منه انتخابية محضة تهدف لدفع الناس للتصويت لأحزاب معينة، بدعوى أنها أكثر إرتباطا بالمدينة من أحزاب أخرى اتهمت بأنها تجارية تريد شراء هذه الاخيرة من سكانها.

و لقي هذا الخبر إقبالا مهما وتم تداوله عبر الأنترنيت بشكل كبير .. ونشرته بعض المواقع المحلية أيضا.

تيزنيت ليست للبيع ..نعم.. لأنها ليست سلعة أصلا ولأنها بيتنا جميعا، وهو البيت الذي يحتضن كل أبنائه، خاصة أولئك الذين هجروه كرها وقهرا بحثا عن آفاق واعدة في مناطق بعيدة. فلا أحد يعشق الغربة ولا أحد يستطيع فراق أرض أجداده ومستقبل أبنائه عبثا.

مصطفى مشارك وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة الذي ظهر فجأة بالمدينة، هو واحد من أبناء تلك الأرض التي  هجرها أبويه لضيق أبواب الرزق بالمدينة تاركا هناك عائلته الكبيرة وتاركا معها قلبه بحثا عن الشغل أيام الذل والتهميش ليكافح اباؤه في بناء ثروة، جعلها اليوم في خدمة تلك الأرض.

إنه لمن الفخر لأرض تيزنيت أن تلد رجالا يبحثون عن أرزاقهم في باطن الأرض وينافسون أكبر شركات العالم ويصنعون مجدهم ومجد مدنهم الأصلية ومستقبل المغرب.

هل يمكن أن تتخيلوا هجرة أب ذلك الرجل من جبال الإقليم.. قاصدا تلك المدينة الغريبة بسبب الجوع و توالي الجفاف تاركا وراءه أمه العجوز و أبوه الشيخ وكل عائلته للبحث عن الرزق و ليضطر أخيراً أن يتوجه الى المدينة السوداء في حقيقتها و البيضاء في اسمها ليشتغل عند قوم يجهل عنهم كل شيء، مسلحا بلغته الأمازيغية السوسية وعزيمة الرجال التي يتوارثها أهل سوس وأحلام أمه و أبيه و أخوته في حياة أفضل.

بالصبر والعزيمة تعلم كل شيء وظل حبه لأرض أجداده يزداد كل يوم  و عطفه على الفقراء و الضعفاء طبيعة رسخت فيه بسبب علمه بحال أجداده يوما.

ذلك الرجل المتميز الذي بلغ من العلم والتواضع مبلغا كبيرا. وأتاه الله من رزقه بلا حساب، يزكي من ماله مالا يعلمه إلا الله.. فجمعية أمل لمرضى القصور الكلوي شاهدة على إنخراطه في تخفيف ألم الفقراء ولا يقتصر احسانه على ذلك فقط ، فالرجل يرفض حتى الحديث عمايفعله.

ذلك الرجل جاء لا للبحث عن منصب أو مال أوجاه أو شهرة، فلقد بلغ كل ذلك من قبل وكانت غايته خدمة أرض يراها جزءا منه و أبناؤها إخوته، فلم ينتظر أصوات أحد ليعدكم بحل مشكل لائحة الانتظار بمركز تصفية الدم بالمدينة والمعروفة بلائحة الموت. ووعد المؤمن دين عليه دون أن يكتب عنه أحد ووعد الصحافة المحلية بدار للصحافة إيمانا منه بما قدمته للإقليم دفاعا عن الفقراء والمظلومين ولأنها النافدة التي يطلع من خلالها على المدينة التي ينظر اليها بحب لأنها بيته الكبير.

مصطفى مشارك لم يأتي ليشتري المدينة، لقد جاء لبيع قلبه ويدفع مقابل ذلك بعضا من رزقه، فلقد اقترح عليه الترشيح بالدار البيضاء فرفض أن يفعل لأن مدينته أولى بخيره.

الكثير من المتتبعين أخطؤوا في الحكم على نوايا الرجل بالطمع وهو الذي رزقه الله كل شيء..

لقد صرح مصطفى مشارك بعد ظهور النتيجة لأحد أصدقائه أنه مسرور جداً لأن أكثر من 6000 شخص من المدينة وضعوا ثقتهم فيه دون أن يعرفوه وأن ذلك يشعره بواجبه نحو الجميع.

لم يفز حزب الأصالة و المعاصرة بمقعد انتخابي بالمدينة لكنه قدم خدمة جليلة لا ينكرها أحد، فقد أعاد  إلى المدينة أحد أروع أبنائها، لقد عاد الولد لبيته، ولن يغادره بعد اليوم.

وتيزنيت لم ولن تكون للبيع يوما، فهي بيتنا جميعا، قد نتخاصم داخله وقد نتعارك ككل العائلات، لكننا لا ننسى بعضنا ولا ننسى أبناءنا..

مصطفى مشارك مرحبا بك في بيتك فأنت منا ونحن أهلك..

 

 

 أمينة أنجار

رئيسة نادي النساء المقاولات بتيزنيت







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.