
لا جدال في كون العمل الجمعوي احدى الدعامات الاساسية للمجتمع ، في اطار خلق اجواء ملاءمة والسعي نحو تاطير الشباب للمساهمة والدفع بهم لانجاح الجانب التنموي في المجال الترابي الذي ينتمي اليه ، وارتباطا بالواقع المعيشي بالنابور ، نعود من جديد لطرح اشكالية العمل الجمعوي والتنمية ، اي عمل ؟ لاية تنمية ؟ وباية مقاربات ؟ في ظل الواقع الحالي التنموي منه والجمعوي المتردي والذي عرف نوعا من الاقصاء والتهميش الممنهجين على مر عقود من الزمن – في حين وفي مناطق اخرى – يحضى باهمية قصوى ، خاصة وانه يؤدي ادوارا ومهاما لا تقل اهمية عن باقي مهام المؤسسات والمجالس المنتخبة في الاصلاح والتنمية .
والى زمن غير بعيد ، كانت الجمعيات الحية والنشيطة وذات الارتباط بالجماعة في اطار احداث شراكات معدودة على رؤوس الاصابع ، وهنا جمعية تروا ن تمازيرت للتنمية والتعاون ، تعد من احدى الجمعيات التي ينضاف رصيدها التنموي الى هذه الاخيرة ، رغم اكراهات واقع العمل الجمعوي بالمنطقة ورهانات التنمية التي تحتاج الى تظافر الجهود ما بين جمعيات المجتمع المدني والادارات والمجالس المنتخبة ، وهنا وطيلة شهر غشت الماضي ، استطاعت الجمعية وبشراكة مع جمعية YanAnga حاملة المشروع ، وجمعية Douar in وجمعية Small World One World – SWOW بالاضافة الى دخول في شراكة مع النيابة الاقليمية للتعليمية لسيدي افني ، و كذا دور إدارة مجموعة مدارس تجاجت .
فقد تم تفعيل انشطة متنوعة ، تتضمن فقرات من دروس التقوية والدعم في إحدى اللغات الأجنبية (الفرنسية) ، وكذا صباغة واحداث رسوم ولوحات فنية وجداريات لإحدى القاعات الغير المستعملة – تحت اشراف الاستاذ المبدع ” امبارك لاخر ” ، وفي إطار تحويلها الى مكتبة لما يزيد عن 370 كتاب ، وفضاء لإبداع الأطفال ورفوف للكتب وصيدلية للاسعافات الاولية، حيت لاقت المبادرة وهاته الأنشطة تفاعلا واستحسانا كبيرا من لدن الجميع – التلاميذ واولياء التلاميذ – و قد استفاد من ذلك ما يزيد عن 50 تلميذ في اطار تنمية رصيدهم المعرفي والثقافي ، سيرا على المسار الذي سطرته الجمعية منذ سنوات ، بعد ان وفقت في تفعيل انشطة اجتماعية مشابهة في صيف السنة الماضية ( 2015) .
ختاما – فقد نجحت الجمعية في استقطاب شراكة مع جمعيات خارج الوطن – ما يمكن اعتبار الاولى من نوعها في المنطقة – واذ تجدد الجمعية وباقي الجمعيات الشركاء شكرها لكل من قدم يد المساعدة والمساهمة من قريب او بعيد ، داخل وخارج الوطن ، وبالاضافة الى شركاء اساسيين – النيابة الاقليمية للتعليم بسيدي افني ، السلطات المحلية ، واطر التعليم بالمؤسسة الذين ابدوا رغبتهم في استغلال هذا المشروع في اطار دعم التمدرس وتفعيل دروس التقوية والدعم – في اطار انجاح هذا المشروع التطوعي الذي يخدم المصلحة العامة والحد من ظاهرة الهدر المدرسي بالمنطقة .
بقلم اسماعيل كركر
تعليقات