الخميس 25 أبريل 2024| آخر تحديث 9:12 08/25



تزنيت … الصراع بين فولكلورية المدينة والرغبة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية

تزنيت … الصراع بين فولكلورية المدينة والرغبة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية

لا تتعدى مدينة تزنيت بتاريخها العريق ورموزها ورجالها أن تكون مدينة فولكلورية بامتياز، حيث إنها لا تزال تعيش على أنقاض حضارتها السابقة، وتتغنى بأمجادها في الماضي عن طريق تنظيم مهرجانات وسهرات فنية ومعارض طوالالسنة، تنفق فيها أموال طائلة كان الأجدر أن تنفق في تنمية المدينة اجتماعيا و اقتصاديا…

عاصمة الفضة كما يحلو للبعض تسميتها، لا تحمل من الفضة غير الاسم إذ إن صياغة الحلي في هذه المدينة تقتصر على بعض المجوهرات التقليدية الخاصة بأمازيغ المنطقة ولا تتجاوز ذلك إلى شيء آخر ، فتزنيت بساكنة تصل إلى 74699 نسمة حسب إحصاء 2014 تفتقر إلى فرص شغل كفيلة بإنقاذ الشباب من الضياع مما يجعلها كحي سكني كبير لا يتوفر أبدا على مقومات المدينة، ولعل سيطرة ‘مافيا العقار’ على الأراضي المحيطة بالمدينة وسوء التهيئة الحضرية هي الدافع الرئيسي الذي يحول دون تنمية المنطقة على المستوى السوسيو اقتصادي لأن هاته المافيا تضع عوائقا أمام بناء مؤسسات كبرى محركة للأنشطة، مقابل ذلك تُحَوَل هذه الأراضي إلى مناطق سكنية غير صالحة للصناعة ولا لممارسة أي نشاط يدفع باقتصاد المدينة إلى الأمام.

موقع مدينة تزنيت الاستراتيجي في النقطة الفاصلة بين الشمال و الأقاليم الصحراوية  لم يكسبها أي امتياز يذكر غير أنها أصبحت ملاذا آمنا  للأفارقة الذين يسعون إلى الهجرة نحو نعيم أوروبا، وبالرغم من محاولات المجلس البلدي تنمية المدينة بإنعاش القطاع السياحي عن طريق ترميم المعالم التاريخية ، إلا أن هذا القطاع يزدهر موسميا وترتبط انتعاشته بفترة الصيف مما يجعل المدينة تتخبط في مشاكل جمة بسبب ضعف الأنشطة الاقتصادية بالتالي قلة فرص الشغل و ارتفاع البطالة.

إن مدينة تزنيت شأنها شأن العديد من مدن المملكة تعيش ما يسمى ‘ أزمة المدينة ‘ ذلك لأنها تحتاج ‘ ثورة ‘ حقيقة تطيح بسلطة ما يسمى بـ’ مافيا العقار ‘ التي حولت هذه المدينة ‘ الخليفية ‘ من سوق مؤثرة على التجارة في المنطقة إلى منطقة سكنية تفتقر لأي انشطة اقتصادية أو صناعية .

بقلم: مصطفى أشرڭ







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.