تمعنوا في هذا الخبر….الحاج الطاهر بيمزيغ الميلياردير السوسي المعروف صاحب شركة كتبية سيترشح في مدينة المحمدية لمواجهة الدكتور المعروف السوسي الخلوق والبشوش سعدالدين العثماني …الأول باسم الأصالة والمعاصرة والثاني باسم العدالة والتنمية.
ماذا ستلاحظون وماالذي سيتبادر إلى أذهانهم في اللحظة الأولى؟
أنا تبادرت إلى ذهني فكرة ازعجتني وهي في الحقيقة واقع ابناء سوس ومصيرهم في السياسة وفي ميدان المال والأعمال. .وواقع بلاد سوس عامة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا…..ومستقبل ابناءه في ظل التحولات والرهانات الحالية.
الحاج الطاهر من خيرة رجال الأعمال في المغرب حاليا بدأ عصاميا كما هو حال جميع برجوازية سوس ووصل إلى ان يصبح من بين أكبر المستثمرين خاصة في مجال الصناعات الغذائية وفي مجال العقار….وله مؤسسة اجتماعية ضخمة ترعى الجانب الاجتماعي والتضامني وتقوم بأعمال خيرية وإنسانية بعيدة كل البعد عن الاستغلال السياسي الضيق…
الدكتور سعدالدين العثاني مثقف وعالم نموذج لسياسي يحترم المبدأ ويعتنق الأخلاق وتوفق في الجمع بين هذا الثالوث المرعب. .السياسة / المبدأ/الأخلاق. .هو من خيرة الاعلام التي انجبها سوس في هذا العهد….
هؤلاء اليوم يدخلون غمار التنافس الحزبي …(وهذا ليس فيه عيب) ولكن خارج منطقة سوس وهذا هو الخطير من وجهة نظري…صحيح أننا في وطن واحد وفي دولة واحدة ولكن أنا أرى ان ترشح هاذان النموذجان خارج بلاد سوس يحمل أكثر من تساؤل…وتوريطهما في صراع سياسي بين العدالة والأصالة حول رئاسة الحكومة المقبلة فيه نظر وفيه شك…
الاصالة والمعاصرة كما يعرف الجميع مسار وطبيعة هذا الحزب توفق بطرقه في استدراج اعيان سوس الكبار الذين يعيشون في المدن الكبرى كالبيضاء والرباط والمحمدية والقنيطرة لمحاربة المد الانتخابي كي لا أقول الشعبي للعدالة والتنمية في هذه المدن المتوحشة…
مالذي سيستفيد منه سوس في مثل هذه الترشيحات ؟ كيف يمكن التفكير في مستقبل التنمية والإقلاع والنهضة في بلاد سوس ونحن نرى أبناؤه اغنياءه ونخبه ومناضليه يترشحون ويتصارعون في المحمدية وفي أحياء المدينة القديمة داخل الدارالبيضاء مثلا….ونسمع هبوط الوزير بوسعيد للترشح في أكادير باسم الأحرار ورشيد روكبان إلى إنزكان ايت مللول باسم التقدم والاشتراكية …وهم ليسوا من أبناء سوس….
قلت سابقا ان الاستقلال والاتحاد والاشتراكي والعدالة والتنمية تناوبوا في دك سوس دكا دكا واستغلاله سياسيا وحزبيا والتحكم فيه حتى لا يتطور وينضج كما نضج عبر التاريخ وافرز بداءل سياسية قوية وناجحة….هاهو حزب الاصالة والمعاصرة استنجد هو الآخر باغنياء سوس للحصول على مقاعد داخل المدن الكبرى بعد ان استعصى عليه الأمر في معارك انتخابية سابقة….
بالطبع لا تنتظروا من الحاج الطاهر ان يصبح وزيرا ولا ان يكون له قول في الحكومة المقبلة فقط سيقوم بمهمة إيصال العجين إلى الفرن أما من سيأكل الخبز فمعروف. …هكذا هي قصة أهل سوس مع الأحزاب المغربية. …لا يجب ان يكون لهم شأن في السياسة…وحتى ان يكونوا زعماء وقياديين في حزب معين….لا يجب ان يتكثلوا في لوبي اقتصادي قوي يوجه العمل السياسي والحزبي والنقابي ….يجب ان لا يتحولوا إلى جبهة ثقافية قوية تلتأم فيها كل نخب سوس بمختلف التوجهات والرؤى….من أجل كل هذا تعمل وتشتغل الأحزاب والمخزن بتوصية من فرنسا التي تعرف كل شيء ….وحين جمعت اللوبي الفاسي الموريسكي مع المخزن وقالت لهم همشوا سوس لكي يهاجروا أبناءه إلى البيضاء والرباط والمحمدية ….وافعلوا فيهم ما شئتم. ..
قلت اعلاه منظومة سوس …..لأنني أعرف أنكم تعلمون المقصود….
عبد الله بوشطارت
تعليقات