الثلاثاء 23 أبريل 2024| آخر تحديث 9:40 06/24



صفي..تشرب : إهانــة الجسـم الصحفي مسؤولية من ؟َ

صفي..تشرب : إهانــة الجسـم الصحفي مسؤولية من ؟َ

كلما مر المغرب من امتحان صعب ، اشتد الخناق على الصحافة والصحفيين ، كأنها حرب لا تتوقـف ، فالجرائد مهمتها أن تطرح الأسئلة وتبحث ، ويتوقــف السؤال عنـد نقـط الغمـوض والتناقـض في الرواية والقصص الخبرية ، وإذا ما أزعجـت أحـدا فتلـك وظيفتهـا..

قضيـة الزميليـن الصحفييـن، إبراهيم فاضل وفيصل روضي ، الأول صحفي بموقع سوس بلوس ومصور بجريدة الأحداث المغربية بمكتب أكاديـر، والثاني مدير موقع أحداث سوس ، بعدما تعرض لاعتداء تناقلته ووصفتـه مجموعـة من المنابر والمواقـع الإعلاميــة بالشنيـع ..

يحدث هذا في الوقت الذي صادقت فيه الحكومة المغربية  على مشروع قانون الصحافة والنشر الذي أثـار جــدلًا واسعًا خلال شهور ماضية بين وزارة الاتصال والتنظيمات الصحفيـة.

اليوم كما يرى المتتبع للشأن الصحفي ، أن مشروع قانون الصحافة والنشر، رقــم: 13-88، يحمل الكثير من المتغيّرات الإيجابية، منها :

إلغــاء العقوبات الحبسيـة من قانون الصحافة والنشر وتعويضها بغرامات مالية وعقوبات بديلة، والاعتراف القانوني بحرية الصحافة الرقمية (الالكترونية)، وإرساء الحماية القضائية لسرية المصادر، وضمان الحق في الحصول على المعلومات، منـح القضـاء لوحــده … الخ

في ظل كل هذه المستجدات التي تبشر بخيـر – وتلك الأيام نداولها بين الناس –  يبقى السؤال مطروحا من مختلف الزوايا والرؤى ، هل فعـلا دخـل الجسم الصحفي بمشاربه سكــة قطــار الحرية ؟ أم هي مجرد أغنية لكوكبة الشــرق  ما زالت تتــردد : أعطنـي حريتــي ، أطلـــق يدايا .. متى تحرير مهنة المتاعب من مثل هذه الاعتداءات والتصرفات اللامسؤولة في حق رجال الصحافة من طرف عقول لا زالت متحجرة في وقت أنعم فيه الوعي وتنورت فيه مختلف الثقافات والأجناس والهيئات سبيلها نحو الطريق الصحيح ، هل حان الوقت لنـذكر لعل الذكرى تنفع … أن مهنة الصحافة ما زالت في قمــع ، رغم القيـل والقــال ، وضريب طعـــارج وقراءة الفـــال …

الظهير الشريف رقــم :    1,58,378 من قانون الصحافة والنشر بالمغرب، يطلعنا في بابه الأول من الفصل الأول بما يلي :

” لمختلـف وسائـل الإعلام الحـق في الوصول إلى مصادر الخبـر ، والحصول على المعلومات من مختلف مصادرها ما لم تكن هذه المعلومات سرية بمقتضى القانون.

تمارس هذه الحريات في إطار مبادئ الدستور وأحكام القانون وأخلاقيات المهنة ، وعلى وسائل الإعلام أن تنقل الأخبار بصدق وأمانة “.

فبأي حق سيصل هذان الصحفيين إلى الخبر مادام هناك من يقف ذريعة ويعرقل سير مهامهما الشريفة؟ مادام هناك من مازال غيــر واع بهذه المهنة وبممارسها وكيفية ممارستها ؟

هل خالــف الزميلان إبراهيــم فاضــل وفيصــل روضــي قواعـد المهنة ومـا جـاء في مضمــون هـذا القانــون ؟ تحت ظـل شعـارات الديمقراطيـة وحرية التعبيـر ، والحصول على … هل تجاوز الخطوط التي يسمونها مرة حمراء وأخرى سوداء ؟ أم أننا نختبـر فـي الظــروف الصعبـة والأيام التـي تريـد أن تحـول الأقـلام الجريئة والنزيهـة إلى أقـراص منومة في ضمير الغائب ، لنكــون في نهاية هذا المخاض المتسلط بين البحث عن المعلومة وصياغة نشرها حتى يتمكن لنا القول ، أننا ننفــخ على الجمــر الـذي اعتقدنا منـذ مدة أنه تحـول إلى رمـــاد ؟؟؟

فما ينبغي التفكير فيه اليوم ، وما يبدو أكثر إلحاحا من أي وقت مضى وبعد المصادقة على قانون الصحافة الذي استغرق 15 سنة ، هو كيف نوقـف هذا النزيف ، وبصيغة أخرى ، هل سيتوقف جرح الاعتداءات والاعتقالات … كي نعيد فتح الأبواب الموصدة التي تصل بنا في عالم البحث عن المعلومة إلـى الأمــل الخـادع ، كيف نقـاوم هذا المـوت وهذا العنف الجبروتي الذي يهدد سلامة أرواح أقلام خلقت لتختــار حرية الكتابة والدفــاع وإيصال المعلومة وفـق ضوابط مهنية .. وتكـف البلادة والتخلـف، ويذهب القمــع من جاهــل ناجــح فــي أن لا يكــون لصحفـي نزيـه ، الحـق فــي مزاولـة مهامـه  بنجـاح .

 







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.