الجمعة 29 مارس 2024| آخر تحديث 2:00 03/27



روبرتاج بالصور و الفيديو : واحة « تَارْكَا نْ تْزْنِيتْ » تستغيث .. فهل من منقذ؟

روبرتاج بالصور و الفيديو  : واحة « تَارْكَا نْ تْزْنِيتْ » تستغيث .. فهل من منقذ؟

تقاوم واحة « تَارْكَا نْ تْزْنِيتْ » ، المتواجدة بالضاحية الشمالية للمدينة والتي تعتبر موروثا طبيعيا ذا بعد بيئي وجمالي وتاريخي وحضاري، الزمن من أجل البقاء لأسباب متعددة مرتبطة أساسا بظروف انقطاع الماء عن الواحة لمدة طويلة، بالإضافة إلى تعدد أشكال تدخل الإنسان في الطبيعة، ما يستوجب معه تظافر الجهود للمحافظة وتنمية هذا الموقع.. وتعاني واحة تاركا ، التي كانت تعتبر امتدادا للمناطق الزراعية، والتي يعود تاريخها إلى قرون خلت ، من تدهور كبير في معظم  جزئيها ،( قسم تاركا أو سنكار وقسم تاركا ن زيت ).

Capture

الحالة الراهنة

وحسب عدد من الفلاحين و الملاكين الذين تلقتهم ” تيزبريس ” ، فإن الحالة المتدهورة التي تعاني منها  واحة « تَارْكَا نْ تْزْنِيتْ » ترجع، بالأساس، إلى تعطيل مياه الري التي تستفيد منها الواحة و التي كانت تستمدها من عين أولاد جرار  فتسبب قرار قطع هذه المياه عن الفلاحين  إلى تحويل الواحة إلى منطقة مخيفة جرداء قاحلة .

5

 

قطع و حرق لأشجار الواحة

بإنقطاع المياه عن الغطاء النباتي الذي يشكل حزاما أخضرا  للمدينة، انتشرت بالواحة ممارسات مضرة بهذا الموروث البيئي …

9

هذا و  يلجأ البعض إلى القطع العشوائي لأشجار النخيل و الزيتون والتين بغرض استعمالها في الطهي أوبغرض بيعها لأصحاب الأفران و الحمامات ،  بل عاين الموقع أشجارا تعرضت للحرق و الإتلاف في ممارسات خطيرة تهدد الواحة بالزوال .

ER

مبادرات شخصية للبقاء و مساحات خضراء تقاوم

مساحات ضئليلة جديدة هي التي ماتزال تقاوم القحط و الجفاف ، هذه المساحات تُسقى من مياه العين أقديم ومن الآبار التي حفرها بعض الفلاحين الغيورين على هذا الموروث البيئي  من مالهم الخاص دون تدخل أي قطاع حكومي للدعم في  هذا المجال .

2

جمعية أَبَرَازْ لسقي تركا

رغم المجهودات الحثيثة التي بدلتها المكاتب المسيرة لهذه الجمعية للرقي بالمجال الأخضر لـــ« تَارْكَا نْ تْزْنِيتْ »  ،  التي تعتبر رئة المدينة، إلا أن واقع هذه الواحة يظهر أن اكراهات عديدة تحول دون تحقيق انجازات ترضي ملاكي هذه المنطقة ، فرغم مرافعات الجمعية في القضايا التي تهم ” تاركا ” فمسألة شح وندرة المياه مايزال مطروحا ، وقد انتقد العديد من الفلاحين طريقة اشتغال المكاتب المتعاقبة في تسيير الجمعية ، وطالب هؤلاء من مسيري الجمعية المذكورة التدخل و الضغط على المسؤولين لإنقاذ مايمكن انقاذه  قبل فوات الآوان .

3

شهادات …مطلب واحد ووحيد لملاكي وفلاحي تاركا

« نحن في حاجة إلى الماء.. » عبارة ترددت على أكثر من لسان، لخصت الصورة القاتمة للأوضاع بتاركا . قالها «علي » بدوره باستياء شديد. هذا الأخير صادفناه يحاول تنقية مزارعه من الأشواك و الأزبال ، وجدناه يتحسر على الوضع الذي آلت إليه « تاركا ن زيت » بعدما كان تحوي مايزيد عن 40 الف شجرة زيتون ، كلها اندثرت بفعل قطع المياه عن المنطقة .

SSS

في كلامه لمسنا الكثير من الحماس و الرغبة في إحياء هذه الأرض “الميتة”  ، التي كانت المتنفس و مصدر رزق  العديد من الأسر التيزنيتية وطالب باسترجاع الحصة المائية المخصصة لسقي المزارع وإصلاح القنوات الممتدة من جماعة الركادة مع تمكين الفلاحين من مشاريع نموذجية قابلة للإنجاز و مدرة للدخل.

بدورها مي « يامنة  » التقيناها بمنطقة « تاركا أو سنكار »  وفي تقاسيم وجهها الكثير من الحسرة و الندم على الوضع اللامعقول الذي آلت اليه « تاركا  »  ، فصبت جام غضبها على المسؤولين بالمدينة الذين قالت أنهم  يتحملون المسؤولية فيما وصلت اليه المنطقة وطالبت بالإسراع بالتعجيل بتنفيذ مخطط إعادة الاعتبار لواحة تاركا.

CaptureDDD

مخططات المجلس الجماعي  وانتظارات المزارعين

المجلس الجماعي في الولاية السابقة ، قام بمجهودات في هذا الصدد ، حيث فوض أحد مكاتب  الدراسات المتخصصة ” AGRINTER”، وبتنسيق مع الوكالة الوطنية لتنمية الواحات و شجر الأركان ، لإنجاز دراسة شاملة لمنطق ” تاركا ” من أجل الخروج بتصور عام للمحافظة على هذه الثروة الطبيعية و التي تعتبر الرئة الحية للمدينة و محيطها.

لحظة بلحظة ويوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة تلوى أخرى ، ينتظر فلاحي و ملاكي مزارع ” تاركا” ماستسفر عنه هذه الدراسات ، لكن على مايبدو فقد دب اليأس في نفوس هؤلاء الفلاحين ، وكفروا بمشروع الجماعة الترابية و مخططاتها بالمنطقة، ويعيش أصحاب المزارع انكسارا نفسيا منقطع النظير .

من ملجأ للباحثين عن الهدوء وجمال الطبيعة إلى مرتع للكلاب الضالة  و مكان للأزبال و المتشردين ….

أمام هذا التماطل في إنجاز المشروع وانتظار الفلاحين والساكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الواحة ، أصبحت « تَارْكَا نْ تْزْنِيتْ »  مرتعا خصبا للسكارى والمتشردين والحشاشين والمتسكعين وقبلة لمروجي المخدرات و الكلاب الضالة.

7

فبعدما كانت  بالأمس القريب تعج بالحركة والحيوية والنشاط كما كان ملاذا و ملجأ للباحثين عن الهدوء وجمال الطبيعة الخلابة صار مهجورا من كل شيء حتى من الطيور المختلفة الأشكال والأنواع، وأضحت تزكم الأنوف بالروائح  الكريهة  الآتية من الأزبال المنتشرة في كل مكان وأدخنة حرق النفايات تملأ المكان، كما أن مدخل باب تاركة تحول إلى مكان لتفريغ مخلفات البناء .

6

ختام ..

وبناء على هذا الوضع الكارثي الذي أصبحت عليه واحة تاركة وما لحقها من إهمال ودمار من الضروري أن تتحرك الجهات المسؤولة بهذه المدينة  للضغط على جميع الجهات لإنقاذ هذا المنتزه الطبيعي من الضياع و الاندثار.

ربورطاج من انجاز :  الحسين كافو – تيزبريس







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.