الجمعة 29 مارس 2024| آخر تحديث 8:47 01/27



12 سنة من الألم الكروي

12 سنة من الألم الكروي

منذ خسارة المنتخب المغربي بقيادة المدرب الحالي للأسود بادو الزاكي في نهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 2004 بملعب رادس بتونس ضد نسور قرطاج، والكرة المغربية تعيش أزمة حقيقية وتراجعت أسهمها على المستوى القاري حيث فشلت الأندية والمنتخبات الوطنية على حد سواء في فرض ذاتها بالقارة السمراء بعد الإخفاقات والمشاركات المخيبة للآمال في كل البطولات .
من المسؤول إذن عن كل هذه الإنكسارات المتتالية طيلة 12 سنة ؟
لا يمكن بعد عشية وضحاها أن نتوفر على منتخبات وفرق قوية بإمكانها مقارعة الخصوم، من دون أن ننطلق من القاعدة، فالفئات الصغرى هي أساس كل شيء، وإذا عملنا بجد في تكوين لاعبين في المستوى ومتابعة تدرجهم في مختلف الفئات، وتوفير لهم كل الظروف مع الإعتماد كل مكونين لهم الكفاءة، فمن الطبيعي أن يكون لدينا لاعبين يمارسون في أعلى المستويات، حينها يمكن أن نتحدث عن الألقاب .
إلى متى ستظل الجامعة تعتمد على سياسة كروية فاشلة ؟
لا أعلم ما إذا كانت الإنجازات والبطولات هي هدف الجهاز الوصي بهذا البلد، أم هدفه شيء آخر !
المال العام هو الذي يملء جيب الجامعة المغربية لكرة القدم، وتتصرف فيه كما تشاء، ومن حق شعب يعاني الويلات أن يطالب باللألقاب لا الإخفاقات و أن يرى علم وطنه يرفرف عاليا في التظاهرات الإفريقية والعالمية .
ولأنها تصرف مبالغ خيالية في تعاقدات المدربين وتنقلات المنتخبات زيادة على ” البريمات ” ( آش من بريم غتعطي لي كايشد أكثر من 30 مليون شهريا )، ووو . . على الجامعة أن تضع اليد على الجرح قبل أن يتعفن .
كيف ؟
_ أن تقوم بإنشاء مراكز التكوين في المستوى العالي وتخصص لها ميزانيات كبيرة تستجيب لمتطلبات تكوين لاعبين بطرق علمية حديثة كما هو الحال في الدول المتفوقة كرويا على الصعيد الدولي .
_ أن توجه بوصلتها إلى بطولة قسم الهواة الذي يعتبر النواة، ومنها خرج لاعبين كبار والأمثلة كثيرة، اليوم تمارس فرق الهواة في مختلف الأقسام على ملاعب تصلح لكل شيء إلا لممارسة رياضة إسمها كرة القدم التي تعتمد على التقنيات والفنيات .
_ أن تفرض على فرق القسم الممتاز والقسم الثاني إشراك لاعبين على الأقل من خرجي مدارسها لايتجاوز عمرهما 20 سنة .
المشكل الحقيقي يكمن في . . ؟
من طبيعة المسؤول المغربي الجلوس على الكرسي لمدة طويلة من دون أن يفكر في المستقبل، رغم أن السلبيات التي يحصدها كمسؤول تغطي على الإيجابيات التي يقدمها .
هذا هو حال المسؤول الأول بالجامعة المغربية لكرة القدم والمحيطين به، لاهم يفهمون في الرياضة ولاهم مارسوا الرياضة لكن حبهم للمناصب والظهور في القنوات بمظاهر أنيقة وإعطاء تصريحات بلغة الخشب للإذاعات التي وضعوها رهن إشارتهم كي تكون أبواقا لهم، جعلهم أصناما فوق الكراسي لا يتحركون ولا يفكرون إلا في مصلحتهم ومصلحة فرقهم، ماذا ترجون من مثل هؤلاء ؟
الطاهر أقديم







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.