الجمعة 19 أبريل 2024| آخر تحديث 8:13 02/19



ماذا تُريدون من المُدرس(ة) ؟

ماذا تُريدون من المُدرس(ة) ؟

تربويات _ ماذا تُريدون من المُدرس(ة) ؟

له تُرسلون فلذات الأكباد،لتأهيل العقول وسلوك الأولاد،لذلك فكل يوم هو في جهاد،يُحارب الجهل رغم نُدرة العَتاد،لأن مهمته الأساسية هي تكوين العِباد.
إذا ماذا وفَّرتم له كَأيِّ جندي في ساحة العِراك؟
ذلك المواطن المُضحِّي الذي حَمل الأمانة بصعوبتها قائلا للوطن:فِدَاك.
مهلا،دعوني أخبركم ولكم أقول،حقائق عنه فاتتْ حدود المعقول،حتى صارتْ تُحيِّر العقول:
وَفَّرْتُمْ له شبيهة المدارس في أقصى القُرى والبوادي،عند تَخرُّجه يُعيَّن فيها أوّلا هذا عادي،رغم معاناته في جلب الماء وتوفير الزَّادِ،فَإنَّ سَلواهُ في ذلك أنَّه يُساهم في تنوير أبناء الجبال،غذا يَكيدُ بهم العَوادي…لكن الأمر الذي يدعو للتَّمعُّن و الاستغراب،هو أنْ يَخْلُدَ في الفيافي والصَّحاري مع السَّراب،رغم طرقه لجميع الأبواب،مِن حركات ٱنتقالية تجاهلتْه نتائجها كَمَنْ له حظ الغُراب، ومع ذلك فإنّه يعمل على تربية وتعليم أعزِّ الأحباب.
وَفَّرْتُمْ له أقساما ـ أقلّ ما يُقال عنها ـ أنّها آيلة للسُّقوط، ذات أَسْقُفٍ تَتَحيَّنُ الفرصة عليه وعلى تلاميذه ـ يا رب ـ ٱحفظها من الهبوط،ومع هذه الظروف المأساوية تَراه حريصا على أداءِ واجبه المِهني دون أدنى الشُّروط.
وَفَّرْتُمْ لَه ذلك التَّكوين العقيم في أنواع البيداغوجيات:أهداف فارقية إدماج دعم تعاقد…قُلتُم أنَّها تُكسب المُتعلمين الكِفايات،حَّيرتُموهُ بينها حتى إذا ٱختار ما يُلائم مُتعلميه ذُكورا وإنات، زاره المفتش(ة) الذي لابُدَّ وأنْ يُصحِّح له كل ما فات،ربّما كانت مُخالفة المدرس(ة) أذاةً لإثبات السُّلطة والذات،الذات العاِرفة بالأمور التربوية التي ما فتئت تتجاهل الظروف دون أيّ ٱكتراث،ومع ذلك فإنه يعمل على أداء رسالته بكل قدسية وعلى الأمانة الثبات،فالتلاميذ طبعا ليس لهم أي ذنب في هذه المأساة.
وَفَّرتُمْ له أطول برنامجٍ دراسيٍّ أحسنتم فيه الحشوَ والتّدْكين،حتّى صارت المحافظ ثقيلة وهذا قلب الحجرلها يَلين،وفي كل سنة تنتقدونه بسبب تدني مستوى المتعلمين،لأن جميع النَّتائج المُخيبة ٱعتبرتموه سَبَبها في كل وقت وحين،ومع ذلك فإنّ هَمَّه يَظَّل هو إتمام المِنْهاج بِيُسر التَّلقين.
وَفَّرْتُمْ له زهد الأُجور،فتراه في الأسواق بقفته مافتئ يدور،بحثا عن أثمان تُلائم ضيق ذات اليد والقُصور،لِيصبح بذلك بطل النّكتة في كل البيوت والدُّور،ورغم عِلْمِه بهذه النَّظرة التحقيرية كمُوظَّفٍ مَكسور،فإنَّه مازال يُواصلُ كِفاحه من أجل تحويل العَتَمَة إلى نور.
إذاً فماذا تُريدون أكثر من المُدرس(ة)؟
إنّ هذا الكلام لا يستنقص من قيمته بل يزيده فخرا وقُوَّة،إذْ يكفيه شرفا حَملَه رِسالة النُّبوَّة،وإنّي هُنا لَأُؤَكِدُّ لأولئك الذين وضعوا فجوَة،بين علاقة المعلم(ة) ـ المتعلم(ة) يسْعون إلى تكبيير الهُوّة،عَبثاً تُحاولون فإنّه كان وسيظل لأبنائه وللناس أيضا خير قُدوَة.

نادية الزقان

 







تعليقات

  • JE SAIS PAS COMMENT FAISAIENT LES AUTRES PEUPLES A L EPOQUE OU IL Y AVAIT PAS DE MOYENS POUR ENSEIGNER.JE RAJOUTE QUE MES AMIS PROFESSEURS QU ILS SONT AU COURANT QQUE LES PRBLEMES CITES EXISTENT ET POURTANT ILS ONT CHOISI CE METIER. IL FAUT QU ON ASSUEMNT SES CHOIX UN SOLDAT QUAND IL S ENGAGE IL SAVAIT QUE LES GUERRES EXISTENT MAIS IL ASSUME POURQUOI VOUS CONTINUER TOUJOURS A VOUS PLEINDRE SACHANT QUE UNE GRANDE PARTIE DES MAROCAINS VIVENT DANS DES CONDITIONS ENCORE PLUS GRAVES QUE LES VOTRES MAIS ILS TRAVAILLENT ET TOUCHENT DES FOIS LA MOITIER DE VOTRE SALAIRE ET ILS AURONT PAS DE RETRAITE PAS DE COUVERTURE SOCIAL PAS DE VACANCES POURQUOI DANS VOTRE DOMAIE VOUS CECLAMEZ TOUJOURS DES DROITS ET VOUS REFUSEZ VOS OBLIGATIONS SI VOUS VOYEZ QUE C EST DURE DE TRAVAILLER DANS TELLES CONDTIONS ET BIEN LE CODE DU TRAVAIL VOUS A GARANTIE LE DROIT DE DEMISSION ET LAISSEZ LES POSTES AUX AUTRES POURQUOI VOUS VOULEZ PAS ABANDONNER CE METIER ?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.