الجمعة 29 مارس 2024| آخر تحديث 10:48 12/29



انتظارات العام الجديد

11160732357237328390138828838105

لا تخدعنكم الأعوام و تقلب الشهور و الأيام، فالزمن واحد و ساحة حرب بين الخير و الشر، و مختبر لمعادن الناس، و توديع لماض فات و حاضر معيش و مستقبل أفضل. الزمن واحد و عجلته منذ بدء التكوين محك لتجارب البشر، بل للإنسانية جمعاء…

يقترب العام الجديد، فيحس كثير من الناس، و لعلي واحد منهم أننا مقبلون على مرحلة جديدة من حياتنا؛ قد تكون ملأى بالمفاجآت السارة، أو قد تكون كابوسا مرعبا يتخفى خلف ستائر الغيب. 2014 ، هذا العام كسائر الأعوام، مر بسرعة البرق، بحلوه و مره، بشهده و علقمه، بليله و نهاره، مر عام من عمرنا، فماذا أعددنا للعام الجديد ؟ و هل يكفي أن ننتظر 31 ديسمبر من كل عام حتى نفكر في انجازات و إخفاقات و نجاحات و عثرات 365 يوم مرت، هكذا، بسرعة مخيفة، أو ربما ببطء ينهك الأعصاب ؟

نحن على أعتاب 2015 ، بل تفصلنا عنه ساعات قليلة، و عدد غفير من المغاربة و أنا واحد منهم، يتمنى لصديقه أو أخيه أو أمه أو أبيه أو زميله في العمل “بوناني” ، و لكن ماذا أعددنا لعام 2015 ؟ و أين نحن من المضي قدما و دائما نحو الأفضل، نحو التحسين المستمر لجودة الحياة ؟

ليس حلول 2015 أو غيره من الأعوام بالحدث الفريد، بل نحن من يستطيع أن يخلق التميز و الجدة إن أردنا، ليس مرة كل عام، بل كل شهر أو أسبوع أو يوم إن شئنا ذلك.

التميز ؟ الجديد ؟ النافع و المفيد ؟ كل ذلك ممكن…

أن نجعل من ذواتنا في كل مكان و زمان و مع من كان منارة لنشر الخير، أن نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا، أن نكرس وقتنا و جهدنا لمساعدة أكبر و أقصى عدد ممكن من الناس، أن نقطع عشرات أو مئات الكيلومترات طلبا للعلم أو عيادة لمريض أو كفالة ليتيم أو لنشر فكرة بناءة خلاقة، أن لا نتلاعن في الطرقات و نحن نسوق سيارتنا بمنتهى التهور و الجنون، أن لا نرمي الأزبال في الشوارع و الطرقات و لسان حالنا يقول “ما أوسخ هذا البلد”، أن لا نشهد الزور و ندلس الحقائق و نغش أنفسنا و نكذب على ذواتنا و في دواخلنا نردد ” و ما العيب في ذلك، فالناس كلهم يفعلون ما نفعل، و لن يستقيم يوما حال هذا الوطن”، أن لا نسعى إلى هلاك المنافس في العمل لأن التنافس الحقيقي هو تجاوز الذات و تحطيم أغلال أنانيتنا، أن لا نبتسم ملء فمنا للجار و نصفه في غيابه بأبشع العيوب، أن نضاعف ساعات العمل و الكد، أن نسهر ليلة أو ليلتين مرة أو مرتين كل شهر في مناجاة للروح مع بارئها، أن تكون حياتنا إبداعا مستمرا، و أن تكون بكل ألوان الطيف.

أن لا نقضي الساعات الطوال أمام التلفزيون محملقين فاتحي العيون و الأفواه لمسلسل تركي أو مصري جنى منتجوه الملايين من الدولارات و جمهوره الملايين… لكن من الأصفار، أن لا ننفق الساعات الطوال جالسين في المقاهي لا نفعل شيأ غير الثرثرة و النميمة، أن نتبع نظاما غذائيا سليما، و نمارس مزيدا من الرياضة و الألعاب، و أن يظل الهدف الأسمى من الحياة العلم و التعلم و الاكتشاف و المغامرة و ركوب الأمواج و عشق الخالق و العطاء دون مقابل و الحب اللامشروط ، أن لا نسرق وطننا و مؤسساتنا و إداراتنا و شركاتنا في أوقات العمل متذرعين باستراحة الغذاء و صلاة الظهر و زفاف وهمي لابن الجيران أو مرض أكثر وهمية لصاحب عرفت عنه المعافاة و صحة البدن.

التميز ؟ الجديد ؟ النافع و المفيد ؟ كل ذلك ممكن… و تلك هي انتظاراتي، و لعلها أيضا انتظاراتكم من 2015. و كل عام و أنتم بألف خير

 

مهدي عامري







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.