الخميس 28 مارس 2024| آخر تحديث 4:46 11/23



روبورطاج: ساكنة حي بوتاقورت بتيزنيت تستنجد بالملك لحل مشاكلها مع الأمطار

P1040667

الأمطار التي يبتهج الجميع لسقوطها وريها للأرض، ويصفونها بأمطار الخير، ليست كذلك لساكنة حي بوتاقورت الملتحق حديثا بالمدار الحضري لبلدية تيزنيت.

فمنذ عشر سنوات مع البدايات الأولى للبناء العشوائي الذي استفحل في تلك الربوع أيام كانت تابعة لنطاق النفوذ الترابي لجماعة أكلو، واليوم تحت مسؤولية بلدية تيزنيت وفق وثائق التعمير وإعادة الهيكلة، تعتبر القطرات الأولى لكل موسم الشتاء بمثابة قرع لطبول النذير وبدايات العذاب الأليم لأسر فقيرة تسكن منازل غير لائقة لسكنى الآدميين، فمجرد خمس دقائق من التساقطات تبقى كفيلة بإغراق بيوت هؤلاء عن آخره، ويأتيها الماء من كل جانب ومن تحت جدرانها وأبوابها.

P1040654  P1040684

هذه السنة لم تختلف عن سابقاتها بهذا الحي، فأول أمس الجمعة ليلا هاجمت سيول الأمطار التي جمعتها طرق وأزقة الحي وأوراش تجزءاتها السكنية التي تملأ الأرجاء ودون سابق إعلام منازل الضحايا المحيطة بالساحة المركزية للحي، وفي ظرف وجيز تحول الموقع إلى شبه بحيرة تغطي مئات الأمتار المربعة، وحتى من الطريق المعبدة المؤدية من وسط المدينة إلى الحي قطعتها هذه المياه ومنعت السيارات وغيرها ولوج الحي إلا عبر ممرات أخرى تجبر السكان للمرور بها على الدوران والالتفاف عبر الأزقة والدروب.

P1040666  P1040651

تيزبريس زارت الحي في عز لحظات المعاناة والتقت نماذج من الضحايا المتضررين من هذه الوضعية، وعاينا حجم الأضرار المادية والنفسية التي نالت هؤلاء، وجعلتهم ينقلون أتاتهم وملابسهم وأفرشتهم إلى منازل ومرائب جيرانهم. كما جعلتهم مخافة أن تهوي على رؤوسهم لتهالك أساساتها بمفعول الرطوبة يتوزعون على جيرانهم للمبيت كل تحت سقف ولو لم يُغمض لنوم جفنا طيلة ليلته، خاصة النساء والفتيات منهم. أما الرجال فكل من تحدثنا إليهم واجهنا بسيل عبارات الاستنكار والتنديد لما يصفونه بلامبالاة المسؤولين عمالة ومجلسا بلديا ووقاية مدنية ومكتبا للماء الصالح للشرب. الجميع يصب جام غضبه عن هؤلاء مؤكدين أن لا أمل لهم فيهم لأن السنوات السابقة كانوا دائما يزورون الحي في نفس الحالة ويوزعون عباراة المواساة والوعود بإيجاد حل جذري لمعاناة الساكنة ـ على حد تعبير المتحدثين ـ، لكن لاشيء يتغير ولا دراسات تنجز ولا قواديس تُزرع، ولا أحد يتذكر هذا المشهد إلا عندما يسمعون أن الضحايا ذاتهم غرقوا بعد خمس دقائق من التساقطات.

P1040664

P1040655   P1040652

من التقتهم تيزبريس من الرجال حكوا أنه مع القطرات الأولى من تساقطات أول أمس الجمعة بادروا مستنجدين بالمسؤولين خاصة من المجلس البلدي والوقاية المدنية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، مؤكدين أن كل مكالمة لأحدهم يرميهم منها محدثهم إلى مسؤول غيره، ولم يأتهم العون إلا بعد غرق الحي وجاءت آلية الجرافة بعد أزيد من ساعة من الزمن لتحفر أتربة مكون حاجزا ترابيا يحول مياه السيول إلى موقع به بالوعة لصرف المياه، لكن السكان المتضرين لم ينفعهم من إفراغ منزلهم من الماء الذي دخلها سوى أوانيهم وأيديهم، فقد قضوا الليلة كاملة في دفع الماء خارج بيوتهم. ولم يصبح اليوم الموالي إلا يزيد من حدة قلقهم بما حمله من تساقطات جديدة.

P1040677 P1040673

في زاوية أخرى من الحي وقرب نافذة مفتوحة لإحدى المنازل، عاينت تيزبريس اختلاطا مقززا بين مياه الأمطار والمياه العادمة المتسربة من شبكة الصرف الصحي فضاعفت من معاناة جيرانها من السكان.

P1040649 P1040644

وغضب هؤلاء بلغ التعبير عنه أشده لما قالت عجوز من بينهم أن لا أحد يستطيع تلبية طلباتهم إلا “جلالة الملك” (فلم نعد نثق في وعود أحد مهما كان ) على حد تعبيرها، مؤكدة أنه في انتظار أي تدخل فستحاول بمعية بناتها اللجوء إلى مسجد قريب من الحي للإيواء تحت سقفه.

P1040662 P1040665 P1040668 P1040669 P1040671 P1040675 P1040680 P1040683 P1040684 P1040685 P1040688 P1040653 P1040656 P1040657 P1040658 P1040659 P1040661







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.