الجمعة 29 مارس 2024| آخر تحديث 9:05 09/24



تدني الخطاب السياسي ..انتكاسة للمشهد الحزبي بالمغرب

youness_hasnai_166181660

مع تدني الخطاب السياسي في الآونة الأخيرة و ما أل إليه الوضع الكارثي من خطابات تدعو إلى السخرية و الاستهزاء و تبادل الاتهامات بين الأحزاب بشكل طفولي و غريب ، كان و لا بد من إيجاد حلول بديلة لإعادة بناء الهيكل السياسي المغربي بشكل صحيح و سليم يتناسب و التغيرات الدولية الحاصلة اليوم ، و تدمير جميع دور الصفيح السياسية التي أتقنت و الفت لغة السب و الشتم في ما بينها دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح المواطن المغربي وسط هذا الكم الهائل من الكلمات العفنة .

فجميع الأحزاب و التي وصل تعدادها إلى ست و ثلاثون حزبا و هو أمر يدعو إلى الاستغراب ، أخذت تكون تحالفات و كتل فيما بينها ، فتهاجم كتلة الأخرى مستخدمة بذلك جميع الوسائل الجائزة و المحرمة للقضاء على الفصيل الأخر ، متناسين وسط حرب العصابات هذه أن مصلحة المواطن فوق أي اعتبار و أن الأولوية يجب أن تكون لخدمة هذا الشعب أولا.
لكن أحزاب اليوم اتخذت من مشاكل و هموم المواطن مجرد سلعة رخيصة تباع و تشترى لتحقيق ربح سياسي الغاية من ورائه تحقيق أرباح اقتصادية فيما بعد و هذا أمر واضح، اللهم إلا من أراد أن يغطي الشمس بالغربال.

فلو أخذنا مثلا خرجات كبير كهنة الاستقلاليين حميد شباط ، سنجد أن جميع خرجاته الإعلامية يحاول من خلالها و بنسبة تسعة و تسعين في المائة إن لم نقل مئة بالمائة تشويه صورة الحكومة الملتحية في شخصها بن كيران بشكل صبياني و طفولي و بعيدة كل البعد عن الخطاب السياسي الحقيقي و الواقعي ، و نسي أو تناسى أن الحكومة عبارة عن أحزاب و إيديولوجيات متعددة و ليست حزبا واحدا فقط .

ليقوم خاتم الوزراء و الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه السيد بن كيران بالرد على تصريحات الكاهن الأعظم بلغة “الحلقة ” الساخرة محاولا تفنيد جميع تصريحات العدو اللدود له.

نفس الشأن لبقية جيوش الأحزاب الأخرى و التي فضلت معظمها الصمت و السكون بل نافسوا ابا الهول في صمته و سكونه فقرروا أن يلعبوا دور الكومبارس محولين المشهد السياسي إلى ما يشبه مسرحية هزلية تجعل من المشاهد و الذي هو المواطن أن يندمج مع هذا المشهد الغير المشرف فاتحا فاهه تارة و ضاحكا على حاله تارة أخرى، متناسي تماما أن مصلحته يقذف بها فوق خشبة المسرح المتهرئة تلك.

الم يان الأوان بعد من اجل تغيير هذا الواقع المرير و أن نسدل تلك الستارة و يهدم هذا المسرح و هاته الدور القصديرية ، لبناء صرح سياسي صلب و قوي أساسه متين و جداره اصلب .

الم يان الأوان لحل جميع هذه الأحزاب الانتهازية الغير النافعة و المتآكلة و إخلاء قبة البرلمان من كل برلماني طفيلي متملق غير كفء ، وبالتالي إنشاء أحزاب سياسية جديدة أخرى تعد على رؤوس الأصابع و فق خطط و استراتيجيات تتناسب و طموح و مصالح مواطن اليوم.

الم يان الأوان لتكوين نخبة من السياسيين الشباب الغيورين على هذا الوطن و القادرين على العطاء و الواعين تماما بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ، و انتخاب حكومة جديدة بفكر جديد تسعى إلى خدمة مصلحة الوطن و المواطنين .

لقد ضاق مواطن اليوم بهذا الوضع المزري و هذا الانحطاط السياسي مطالبا بالتغيير رفع هذه المهزلة التاريخية التي لم يشهد لها المغرب مثيلا على مر العصور ، و هذا التغيير لن يأتي إلا من خلال تكوين نخبة من السياسيين الجدد الذين يتقنون فن الخطابة و النقاش و الحوار الحقيقي البناء بعيدا تماما عن الخطاب الصبياني و الشعباوي البغيض.

يونس حسنائي







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.