إلى السيد: رئيس المجلس القروي لجماعة بوطروش
الموضوع: شكــايــة.
سلام تام بوجود مولانا الإمام
وبعد، يؤسفني سيدي الرئيس أن أتوجه إليكم بشكايتي هذه بعد أن بلغ بنا السيل الزبى وبلغ السكين العظم، من الوضع البيئي الكارثي الذي يعرفه مركز جماعة بوطروش نتيجة لقلة الوعي وعدم تدخل أصحاب القرار والمسؤولين، إن على المستوى المحلي أو قيادة تغيرت الذين منهم من لا تطأ قدمه مركز الجماعة إلا في الزيارات العاملية.
سيدي الرئيس، إن المغرب انخرط في أكثر من 60 إتفاقية دولية لحماية البيئة، وعيا منه بالمخاطر التي تتهددها ولبحثه عن حلول ضامنة لبيئة سليمة ومستدامة. في حين نجد هذه المنطقة تسير بسرعة ثانية سمتها اللامبالاة وعدم المسؤولية من خلال واقع فرضته العشوائية وغياب القانون، فمركز جماعة بوطروش على صغره تتعدد فيه النقاط السوداء لرمي النفايات( داخله، خارجه وبمحيطه)، ففي يوم السوق الأسبوعي يعمد بائعوا الدواجن على ذبحها وترييشها وسط السوق وقرب المساكن وبيعها في ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من النظافة، مخلفين ورائهم دما وريشا وفضلات تزكم النفوس وتكون مرتعا للذباب والكلاب الضالة حيث يصعب الخروج ليلا لكثرتها ولإنعدام الإنارة العمومية أحيانا كثيرة. أما بائعوا الخضر والفواكه فلم يخرجوا عن هذه القاعدة مما يثقل كاهل عمال النظافة التابعين للجماعة مع ضعف وسائل عملهم، ولأن بعض المحلات التجارية تجمع بين البقالة والمقهى ولا تتوفر على مرفق صحي يلجأ روادها إلى التبول وقضاء حاجاتهم قرب المساكن، مما خلق حالة احتقان وسط الساكنة تنذر بما لاتحمد عقباه عند ضبط أصحاب هذه الأفعال المشينة، في غياب تام لأي مرفق صحي عمومي بالسوق الأسبوعي وشح كبير للماء الصالح للشرب.
أما الشق الثاني من شكايتي سيدي الرئيس، فإنني أتوجه فيه من خلالكم بدعوة صادقة للسيد رئيس الحكومة إلى زيارة منطقة إمجاض ليقف على الحاجات الإجتماعية والعزلة القاسية التي تعانيها هذه المنطقة، وعلى حقيقة مستوى عيش الساكنة ومفهوم ” تحرير الأسعار” عند بعض التجار، حيث يصل مثلا ثمن نصف لتر من الحليب صاحب تسعيرة 3,20 درهم إلى 3,50 و4 دراهم عند البعض، أما قنينات الغاز فيعمد الموزع إلى بيعها إلى وسيط بدوره يبيعها إلى التجار الصغار ببوطروش، فقنينة الغاز من حجم 12 كلوغرام تباع ب 44 أو45 درهم للمستهلك بهامش ربح 1 أو 2 درهم للتاجر الصغير.
أما الدقيق فيلجأ بعض التجار إلى نزع تاريخ الصلاحية حتى لايتبين للمستهلك صلاحيته من عدمها، كما أن مجموعة من المواد الغذائية القريبة جدا انتهاء صلاحيتها يتم ترويجها بكثرة، ضنا منهم أن المواطن في هذه الربوع أمي وجاهل وستنطلي عليه هذه الحيل الخبيثة، اما ثمن الخضر والفواكه فهو دائما مرتفع مقارنة بالثمن في باقي مناطق المغرب رغم أنه لا تفصلنا عن مدينة تزنيت سوى 80 كلم. ومن البدع التي غرست بالمنطقة لشيء في نفس يعقوب عدم التعامل بالنقود النحاسية من فئة 10 و20 سنتيما للإعتقاد بأنها فأل نحس، لتصبح العمولات المتداولة إبتداء من 50 سنتيما.
سيدي الرئيس، في خطاب ثورة الملك والشعب الأخير قال جلالة الملك محمد السادس:” لا نريد مغربا بسرعتين أغنياء يستفيدون ثمار التنمية وفقراء خارج مسار التنمية يزدادون فقرا وحرمانا “.
فالعنصر البشري هو الثروة الحقيقية للمغرب وأحد المكونات الأساسية للرأسمال اللامادي، ومن واجبنا جميعا أفرادا وجماعات، مجتمع مدني ومؤسسات النهوض بتنمية المنطقة وعدم التعامل معها من منطلق المغرب العميق، فعلى المسؤولين وأصحاب القرار بالخصوص تحمل مسؤولياتهم والقيام بها لما يتوفرون عليه من إمكانيات مادية وبشرية مهمة وحسب ما يخوله لهم القانون.
وتقبلوا مني سيدي الرئيس فائق التقدير والإحترام.
والسلام.
أحمد همـام
JD20235
مركز بوطـروش
بوطروش في: 14 شتنبر 2014
نسخة موجهة إلى السيد قائد قيادة تغيرت.
نسخة موجهة إلى السيد قائد سرية الدرك الملكي بتغيرت.
تعليقات