الخميس 25 أبريل 2024| آخر تحديث 5:33 07/13



باريس تحتفي بـ”نساء أمازيغ” المغرب

باريس تحتفي بـ”نساء أمازيغ” المغرب

06112622332037738173783225722887

يعد معرض «نساء المغرب الأمازيغيات» الذي تحتضنه مؤسسة بيار بيرجيه وإيف سان لوران حتى التاسع عشر من تموز الجاري، عرسا حضاريا بكل المعايير الممكنة، لما يحتويه من تحف تراثية وتقليدية بديعة متعلقة بالثقافة الأمازيغية، تشفي غليل الشغوفين بالجماليات الأصيلة الخارجة من رحم تاريخ إنساني يضرب بجذوره في عمق الثقافة البربرية المغربية المجسدة لإحدى أروع وأعرق ثقافات الشعوب.
ويأتي المعرض الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس تتويجا لتاريخ علاقة المصممين الشهيرين بيرجيه والراحل سان لوران بعالم الأزياء عموما، باعتبارهما من أكبر أساطين الأزياء الراقية والموضة، وأيضا تكريسا لعلاقتهما الشخصية والروحية والثقافية بالمغرب الذي حلا به عام 1966.

يتضمن المعرض أجمل مقتنيات المتحف البربري لحديقة ماجوريل في مدينة مراكش بالمغرب، ومتحفي كي برانليه وبارغوا في مدينة كليرمان فيران جنوب فرنسا.
يُذكر أن الثنائي بيرجيه وسان لوران شرعا في مغامرتهما التاريخية مع الذاكرة الأمازيغية المغربية عند شرائهما دار «الحنش» (الثعبان) بمراكش في بداية الأمر، قبل امتلاكهما دار السعادة عام 1974 وترميمها نهائيا عام 1980 بغرض تحويلها إلى متحف للفن الإسلامي، وهو المتحف الذي زيّنه الأميركي بيل ويليس. وبعد وفاة إيف سان لوران في الأول من حزيران 2008، ركز رفيق دربه بيرجيه على الخصوصية الأمازيغية المغربية مقدما طابعا أكثر خصوصية للمتحف، الأمر الذي أدى إلى ولادة المتحف البربري عام 2011، وأسندت مسؤولية التصميم السينوغرافي إلى كريستوف مارتان.
يتمحور المعرض حول ثلاث تيمات هي صور المرأة الأمازيغية كما عُرفت في شمال المغرب بالأطلس الأوسط والأعلى. وشكّل هذا المحور مدخل المعرض الذي عزز بشروحات مكتوبة وخريطة تاريخية وجغرافية وبشاشة ضخمة تبرز نمط حياة نساء المنطقة وظروف معيشتهن ونمط معيشتهن.
ويقرأ الزائر للمعرض في الفقرة التي كتبت تعليقا على الصور، أن الكثير منها التقطت بقوة التهديد الاستعماري في عز ما سُمي بالحماية الفرنسية، ووقّع هذه الصور جان بيزنسنو ما بين أعوام 1934 و1939 بمساعدة من الجيش الفرنسي.
وكان للعلامة ابن خلدون حضور في المعرض أيضا من خلال ما كتبه عن أخلاق بربر المغرب، قائلا إنهم يتميزون بالكرم والشجاعة ويكرهون العنف ويناهضون الاستعباد. وشمل المحور الثاني من المعرض الصناعات التقليدية في مجالات النسيج والخزف والحلي والزجاج والحياة اليومية والفلكلور، بينما غطى المحور الثالث والأخير الأزياء والحلي، وهو المحور الذي نال إعجاب الجمهور الذي كان في معظمه نسائيا كما كان متوقعا.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.