الخميس 18 أبريل 2024| آخر تحديث 10:26 04/20



تزنيت.. جمال وتراث

تزنيت.. جمال وتراث

 تيزنيت

 تقع مدينة تيزنيت على بعد حوالي 90 كلم من مدينة أكادير جنوبا.. اسمها مستوحى من قصة امرأة حلت بالمنطقة في زمن ما.. قصة ربما هي من نسج خيال الذاكرة الشعبية، أو ربما هي حقيقية. غير أنها أضفت على تاريخ تأسيسها  طابع اليقينية، رغم أنه ليس هناك دليل على  ارتباط هذا اسم المدينة بتلك الشخصية، ولا نعرف عنها شيئا.

     تقول الحكاية: إن سيدة  استقرت بالمنطقة بعد اكتشاف عين ماء. ويحكى أنها اختارت هذه المنطقة بإعتبارها من بنات الامازيغ.. وكانت  رائعة تاجمال ووافرة الثراء، وكان اسمها لالة “الزنينية”.

 لكن ظهرت في الوقت الحالي انتقاداتتفند هذه القصة.. و ليومنا هذا  لا يعرف أهل تيزنيت إن كانت هذه القصة حقيقة أم خرافة عابرة .

      هذه المدينة التي مبهرة بجمالها الطبيعي، وثرائها الثفافي والحضاري،… وهي المدينة التاريخية التي تعتبر منبع الثقافة الامازيغية، كما أنها تعد ملتقى للعديد من الثقافات والحضارات. هي محط رحال السلطان مولاي الحسن الأول الذي أسسها وبنى سورها الذي لازال يحيط بها كسوار حول معصم حسناء. كما أنها تسمى بمدينة الفضة لأنها معروفة بريادتها في صناعة الحلي الفضية وبيعها وتصديرها غلى باقي المدن المغربية، وإلى كل أنحاء العالم، لدرجة أن اسمها مقترن دائما بالفضة.

      ومن أشهر القبائل التي سكنت هذه المدينة ندكر:  إيدا مكنون. إدزكري. إيد ضلحة .إيد أكفا. أيت محمد. تدوارت دو تركا. أتبان. العوينة

    وتأتي معظم هذه الأحياء  بصيغة الجمع في اللغة الأمازيغية، باعتبارها قبائل وأسماؤها أمازيغية.و ما يثير الاهتمام في هذه الأحياء الشعبية القديمة، المعمار الهندسي البديع للمنازل القديمة الفائقة الجمال، وهي مختلفة كليا عن المعمار الحالي خارج المدينة. فالبنايات من الطين والأبواب من الخشب المنقوش، وشبابيك النوافذ مثيرة بأشكالها الهندسية . أما الأزقة فهي ضيقة تشبه أزقة فاس إلى حد ما.

    ومن الناحية الثقافية،  تمثل بوتقة ثقافية وفنية رائدة،  وتنفرد بتراثها الفذ خاالذي يتمثل في الفضة كما ذكرنا.. الفضة في هذه المدينة مكون أساسي من مكوناتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. مما ساهم في ظهور الحرفيين و المتخصصين في صناعة الحلي المختلفة. ومن أنواع الصناعية الفضية الامازيغية بتيزنيت:

        القلادة التي تسمى باللغة الامازيغية ( تيفولوت  ) و هي عبارة عن عِقد يوضع حول العنق تتوسطه واسطة أوواسطتين من الفضة المنقوشة بألوان مختلفة، وباقي العقد من المرجان و” اللوبان”  والنقود الفضية القديمة.

       الأساور و منه ثلاثة أنواع: أزيك، بومي، تانبلت، وتزين بها اليد ولها  مفتاح صغير الحجم .

       الحلي الجبينية و تستعمل لتزين الجبين و هي عبارة عن سلاسل مرتبطة في لوحة فضية مزينة باسطوانات  مرجانية باللونين الأحمر والأخضر وبنقود فضية.

     تتميز مدينة تيزنيت كذلك بملابس تقليدية، وللمرأة التيزنيتية في هذا المجال دور شامل حيت تقدم لنا أفكارا فنية وثقافية عن الملابس الأمازيغية.  وأشهر الملابس تداولا في مدينة تيزنيت وفي غيرها من المناطق الأمازيغية المجاورة:

       أسموتل:  وهو عبارة عن ثوب أسود اللون منقوش بحروف أمازيغية، ومثبت بتزرزيت( الخلالة)  وهو مزين بألوان فاتحة يغلب عليها اللون الأحمر و الأخضر و الأصفر

        تدالت:  ثوب أبيض اللون ذو نقش أخضر اللون على شكل حلزوني على الرأس

ذو مثلثات جانبية.

       القطيب: عبارة عن حجاب تغطي به المرأة التزنيتية شعرها ويتكون من نوعين الأول أسود و النوع الثاني أحمر .وشكله مختلف تماما عن الحجاب العادي .

       إدوكان الحرير: حذاء أحمر اللون منقوش برسوم على شكل ورود، أغلبه ينقش باللون الأحمر و الأخضر والأصفر.

       أدرع: فستان جميل يزيد المرأة التزنيتية جمالا و ويكون منقوشا بأجمل النقوش

       هذه إطلالة بانورامية سريعة على بعض المعالم التزنيتية، قد لا أكون قد وفيتها حقها من البحث والدراسةن لكن يكفيني أن أثير الانتباه إليها، حتى استثير مكامن رغبة البحث في نفوس مثقفي المدينة لمزيد من التنقيب عن كنوز هذه المدينة الجميلة الغنية بأشكال وأنواع الدخائر في جميع الميادين وشتى المجالات.

 حبيبة أيت ناصر







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.