انطلقت أشغاله ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا باستمرار معرض الكتاب الأمازيغي ، وتقديم درس تطبيقي حول تدريس اللغة الأمازيغية بالمقاربة التنشيطية استفاد منه 31 تلميذة وتلميذ بمدرسة الفلاح بمدينة بيوﯖرى بتأطير الأستاذ رشيد أوبغاج وتحت إشراف النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأشتوكن أيت باها، وبتنسيق مع الجمعية المنظمة، كما تميزت الفترة الصباحية بتسجيل حلقة من برنامج بانوراما للقناة الثامنة الأمازيغية حول أشغال الدورة وحول الإصدار الجديد للأستاذ محمد بسطام.
وابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال، انطلقت أشغال الجلسة الفكرية الثانية التي سير أشغالها الصحافي إبراهيم باوش عضو مكتب الجمعية المكلف بالتخطيط، وأنجز تقريرها الأستاذ محند ﯖـديرة، الجلسة التي انطلقت أشغالها بعد تقديم المسير لها بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الفقيد الفنان عبد العزيز الشامخ، تم بعد ذلك جاءت مداخلاتها على الشكل التالي:
ـ مداخلة الأستاذ عبدالله بادو، المؤطر بالتعليم والفاعل الجمعوي والحقوقي وعضو المكتب الوطني للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، حول موضوع: تقييم الحصيلة واستراتيجية المستقبل، تطرق فيه إلى ارتباط إشكال الأمازيغية في شموليته بالتعقيدات السياسية الراهنة، وتعدد السياقات المؤثرة في استراتيجية المستقبل، باعتبار أن الحركة الأمازيغية هي ديمقراطية تقدمية، في تفاعلها مع المؤشرات الوطنية والإقليمية والدولية، وفي ارتباطها بالحركات الاجتماعية في البلدان التواقة إلى التقدم والتحرر والديمقراطية، ثم تساءل حول مدى جاهزية الحركة الأمازيغية للتداول حول القضايا السياسية الكبرى للبلاد.
ـ مداخلة الأستاذ: الحسين جهادي المؤرخ والباحث ومترجم معاني القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى اللغة الأمازيغية، حول موضوع: الأمازيغية والحقل الديني، تطرق فيه بالدرس والتحليل إلى ارتباط الأمازيغية بالأديان عبر التاريخ، باعتبارها منتشرة في كافة مناطق تامازغا (شمال إفريقيا)، وباعتبار أن أبناءها أطلقوا على أنفسهم الأمازيغ أي النبلاء الأحرار، مشيرا إلى أن الشأن الديني في المغرب يطبعه التعدد والتنوع، كما تطرق إلى إيجابيات تبني المغاربة للمذهب المالكي، ودور المدارس العتيقة بسوس في نشر الوعي الديني والوطني ، وتجربته الخاصة في مجال ترجمة النصوص الدينية إلى اللغة الأمازيغية كمعاني القرآن الكريم وصحيح البخاري والحديث القدسي وسيرة ابن هشام النبوية، مركزا على أن اختلاف الألسن آية من آيات الله.
ـ مداخلة الأستاذ: عبد الوهاب بوشطرت المناضل والخبير في المعجم الأمازيغي والباحث في اللسانيات الأمازيغية ومصمم العديد من الإصدارات والمؤلفات، حول موضوع: العدالة اللغوية ومستقبل اللغة الأمازيغية، تطرق فيه إلى أن الحديث عن العدالة اللغوية ليست مسالة سهلة معتمدا على تقرير اليونسكو، حول مستقبل اللغات في العالم ووجود لغات مهددة بالانقراض، مذكرا ببعض المعايير المعتمدة من طرف المنظمة المذكورة في إصدار تقريرها، مشيرا أيضا إلى الأخطار المحدقة بالأمازيغية بالمغرب والتي تشكل الدارجة العنصر الماص لحياتها الاجتماعية ، ولاسيما في المناطق الحضرية، معطيا بعض الأمثلة سواء على مستوى الاقتراض المعجمي، أو التأثيرات التي تطال الجوانب المرتبطة بالقواعد التركيبة والصرفية، مما يستوجب بدل مزيد الجهود من أجل تشريعات تخدم العدالة اللغوية وتدبير التعدد اللغوي بالتركيز على ترسيخ مبدأ المساواة.
أما النقاش فقد انصبت مداخلاته على ضرورة ربط الأمازيغية بالتنمية وبسوق الشغل، وتبني التدرج في بناء لغة موحدة دون أن تفقد خصوصياتها وحميميتها المجتمعية، وتجاوز المواقف السلبية تجاه المشاركة في تدبير الشأن العام، والتعامل مع الشأن الديني بالمغرب بعيدا عن إيديولوجيات المشرق وتعقيداته، وعلى ضرورة تبني خيارات متجددة في مجال النضال من أجل الترسيم الحقيقي للغة الأمازيغية وتدبير التعدد اللغوي باعتماد العدالة في شموليتها.
وانطلاقا من الساعة التاسعة والنصف مساء تم تنظيم أمسية فنية تميزت بإلقاء كلمة باسم الجمعية المنظمة من طرف نائب الرئيس المكلف بالعلاقات الأستاذ عبد الرحمان فارس، وإلقاء كلمة باسم الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية، من طرف عضو المكتب الوطني الفيدرالي الأستاذ محمد بسطام، تم بعد ذلك تم الترحم مرة أخرى على الفنان عبد العزيز الشامخ، لتستمر الأمسية بفقرات من فن تيرويسا، وفن إيسمـﯖـان، والفنان عموري مبارك، وفرقة تودرت الشبابية لفنون الأطلس المتوسط، وفقرة شعرية للأستاذ: الحسين جهادي، وخلال هذه الفقرات المتنوعة، تم تقديم جائزة الطيب تاﯖـلا في دورتها الثالثة وفق الأصناف التالية:
جائزة النضال من أجل الأمازيغية: لكل من: محمد منيب ـ جامع جغايمي ـ مريم الدمناتي.
جائزة الإبداع والإعلام الأمازيغيين: لكل من: الفنانين: عموري مباركـ ـ عبداللطيف عاطف ـ و نادية السوسي مقدمة النشرة الإخبارية بقناة تامازيغت .
جائزة تدريس اللغة الأمازيغية: لكل من: محمد بزيد ـ خديجة إيفيس ـ رشيد أوبغاج.
جائزة التفوق الدراسي في مادة اللغة الأمازيغية: يتعلق الأمر باختيار ستة تلاميذ بالمجال الحضري لمدينة بيوﯖرى أظهروا تفوقا في مادة الأمازيغية، تم انتقاؤهم من طرف نيابة وزارة التربية الوطنية، وكلهم يدرسون بالمستوى السادس ابتدائي موزعين على خمس مدارس، وهم: حفيظة لحمر ـ سلمى سهيل ـ لطيفة السعيطي ـ منال عاشق ـ ياسين الترسي ـ وئام الدحي.
اليوم الثالث الأحد 13 أبريل 2014 :
تميزت أشغاله بتقديم عروض خاصة للأطفال باللغة الأمازيغية بتنسيق مع إدارة فرع أشتوكن أيت باها للعصبة المغربية لحماية الطفولة، ومن تنشيط فرع إنزﯖـان لمنظمة تاماينوت، كما تم عقد جلسة عمل مع بعض الأطر المشاركين في أشغال هذه الدورة انصبت على بحث السبل الكفيلة للعمل من أجل مستقبل أفضل للغة الأمازيغية.
التوصيات والخلاصات:
ـ مواصلة العمل والجهود على مستوى الترافع والاقتراح والاحتجاج الإيجابي من أجل تجاوز مرحلة الانحباس والتماطل الذي يعرفه تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بكل تجلياتها.
ـ العمل من أجل حركة أمازيغية قوية ومشاركة ومبادرة وقادرة على أن تكون طرفا إيجابيا في الحل.
ـ رفع جميع القيود التشريعية والإدارية لضمان العدالة والمساواة بين اللغتين الرسميتين الأمازيغية والعربية.
ـ اعتبار اللغة الأمازيغية مادة معممة ومن التعلمات الأساس في جميع أسلاك التعليم والتكوين والتباري حول الوظائف العمومية والخصوصية، باعتماد مبدأ التدرج وفق المستويات الدراسية للمتعلم للوصول إلى لغة أمازيغية موحدة دون أن تفقد جدورها الاجتماعية.
ـ تكريم الذاكرة الأمازيغية التاريخية والإبداعية والفكرية، وتشجيع المبادرات وخاصة الشبابية والنسائية منها، محليا وجهويا ووطنيا.
ـ تخليد اسم المناضل الطيب تاﯖـلا بإطلاق اسمه على إحدى المؤسسات العمومية ببيوﯖـرى وإقليم أشتوكن أيت باها.
عن مكتب الجمعية
الكاتب العام
الحسين عابيدي
تعليقات