الجمعة 19 أبريل 2024| آخر تحديث 9:21 03/03



عيد المرأة ،بــــأي حال عدت يا عيد؟

1394117723

السياق

في ثامن مارس من كل سنة ،يخلد العالم عيد المرأة اعترافا بدورها الجوهري
في المجتمع ومكانتها المتميزة في الحيــاة البشرية ,ويشكل هذا اليوم محطة
إعلامية لتجديد التوقف عند  وضعية المرأة ببلادنا بين المكتسبات
والإنتظارات.وإذا كانت المرأة في المدن،على وعيها بالحقوق ، لا تسلم من
مشاكل يومية من قبيل العنف والتحرش والإغتصاب …فإن مثيلتها في بعض
القرى والمداشر لازالت تتخبط خبط عشواء مع الجهل والأمية والإستغلال في
الأعمال الشاقة من جلب للحطب والماء وكلأ الماشية وحتى  حمل ما تعجز عن
حمله الدواب أحيانا,كل ذلك بالرغم من المجهوذات المبذولة للنهوض بالأوضاع
المزرية لهذه الفئة.
8 مارس في عيون نساء قرويات:
و
قوفا عند مدى وعي المرأة القروية بحقوقها وانتظاراتها استفسرت جريدة
تيزبريس نسوة بدواوير تمزكو النائية بجماعة أربعاء أيت احمد ضواحي مدينة
تزنيت عن ماذا يعني لهن عيد المرأة فجاءت الأجوبة متباينة تتراوح ما بين
الجهل الكلي بالموضوع ،أوالتحفظ عن الكلام عنه إطلاقا ،والوعي بضرورة
العمل على تحسين الوضعية الحالية  لعيش المراة القروية.
فاطمة ،على سبيل المثال،في عقدها الخامس ترى أن الإحتفال بعيد المرأة شيء
غريب ودخيل عن ثقافتها ومستورد لدى “النصارى” ،فهي لا تعرف سوى عيد
الأضحى وعيد الفطر وعيد المولد دون أن تضبط تواريخها ,وسبق أن سمعت عن
عيد المرأة في “الراديو” ولم تعر لذلك أي اهتمام لأن ذلك ،تقول فاطمة، لم
يرد في “الحديث” وترى في الوقت نفسه أن مهمة المرأة تنحصر في تربية
الأبناء والتضحية في تقديم المساعدة للرجل لأنه هو من يشقى فعلا ويعاني
حقيقة من أجل توفير لقمة العيش للأسرة بكاملها .أما “زينة “ذات
العشرينيات من عمرها عازبة ،فترى أن عيد المرأة مجرد “شعار وكلام
التلفاز” وهناك فرق شاسع ،تضيف المتدخلة، بين كلام التلفاز والواقع
المعيش.مستطردة أن عيد المرأة بالنسبة لها هو ذلك اليوم الذي تدخل فيه
قفص الزوجية إلى جانب زوج يعيش في الحظيرة ينقذها من عذاب القرية
وأعبائها التي لا تنتهي.في حين أجابت السيدة “الصفية” بأن حياتها أضحت
أعيادا شاكرة الله على ذلك ،إذ تقول:أعيش إلى جانب أبنائي في أمن
وسعادة،زوجي وفر لنا كل ما نحتاجه من تلفاز وثلاجة وملابس وهاتف نقال
لأتصل به عند الحاجة ،ماذا ينقصي إذن؟ تتساءل “صفية” وتجيب نفسها في
الحين ،أنا لا حاجة لي بعيد يفقذني سعادتي التي أعيشها بوضعي الحالي.

8 مارس في عيون فاعلة جمعوية:

“أسماء” فاعلة جمعوية تنشط بإحدى الجمعيات النسائية ترى،من خلال تجربتها
الميدانية، أن الوضعية الحالية للمرأة في أرياف المغرب العميق لازالت لم
تصل إلى المستوى المنشود ،تحتاج إلى تكثيف برامج محو أميتها الأبجدية
والوظيفية ، تحتاج إلى أندية نسائية ومشاريع مدرة للدخل،تحتاج  إلى حملات
توعوية في الميدان الصحي والحقوقي ،تحتاج إلى تغيير النظرة الدونية
تجاهها،تحتاج إلى أن تعيش جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل في جو من
الإحترام المتبادل والمسؤولية والمساواة…

8 مارس في عيون الجيل الناشئ
ارتباطا بذات السياق ،قدم تلاميذ المستويين الخامس والسادس بفرعية تابعة
تابعة لمجموعة مدارس الزهور عرضا مبسطا  تم التطرق فيه إلى الوظائف
الرائدة التي تلعبها المراة في المجتمع، أما وزوجة وبنتا وأختا ،بدء
بالحمل والوضع والرضاعة والتربية والرعاية …مبرزين أهم الصفات التي
تتميز بها المرأة عن الرجل والتي تؤهلها للقيام بهذه الوظائف  من قبيل
الصبر والحنان والعطف…ليتم بعد ذلك جرد أهم المهن والمسؤوليات التي
استطاعت المرأة تقلدها والنجاح فيها كالتعليم والتمريض والشرطة بل وفي
المناصب الحكومية…

تحية خاصة لنساء المغرب بمناسبة عيد المرأة.

بقلم: احمد والحاج







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.