خنادق عميقة وكتبان من الأتربة وهدير محركات آليات ضخمة وغبار متطاير هكذا تتراءى تجزئة أملن والتجمعات السكنية المجاورة لها تحسب فيها الأشغال على قدم وساق ويا ليتها كذلك بل هي معاناة متواصلة لسكان هذه المنطقة زادت عن أربعة أشهر تسير فيها أشغال ورش حفر وتهيئة قنوات المياه العادمة التي تكلفت بها إحدى الشركات لربط عمارة مجاورة بها انطلاقا من تجزئة أملن بشكل بطيء، وغالبا ما تتوقف دونما أي اعتبار للمواطنين الذين تحسروا وتأسفوا وتأففوا وأوذوا من خلال ما يلقونه كل يوم من إزعاج يسببه صوت المحركات الذي يقلق راحتهم، ناهيك عن عرقلة حركة المرور النشيطة بعين المكان باعتباره منطقة حيوية ومعبرا ومنفذا يربط بين طرق ووجهات أساسية ورئيسية مهمة ، وسائل النقل هذه بالإضافة إلى ضوضائها ودخانها فهي تثير الأرض غبارا يعلق بالأنوف فيزكمها، وقد أشار بعض السكان أن منهم من أصيب بالحساسية نتيجة ذلك وأن منازلهم لم تسلم بأثاثها وأفرشتها وأوانيها وجدران غرفها من جزيئات الأتربة، كما توجسوا من مخاطر وسائل النقل على أبنائهم حيث تم تحريف الطريق الذي يقطع أزقة التجزئة، أما الحفر العميقة فهي كابوس يؤرق مضجعهم كل لحظة خوفا من سقوط أولادهم فيها.
وهذا ما حذا بجمعية الحي جمعية الصفاء للتنمية والتعاون إلى تقديم عدة رسائل إلى رئيس المجلس البلدي لتيزنيت تشتكي فيها من الأوضاع التي تعيشها وتطالبه فيها بالتدخل من أجل إنصاف ساكنة تجزئات أملن والمصلى وإدبكريم والعبودي والرياض وأسكا المهمشة والمقصية والمحرومة من عدة خدمات، وهذا ما استدعى تنظيم وقفة احتجاجية اليوم الأحد 30 يونيو 2013 في غياب أية استجابة، علت فيها الأصوات ورددت شعارات الاستنكار والشجب ولامبالاة المجلس البلدي والشركة المشرفة على الورش على حد سواء، مطالبة المجلس في بيان توصلت به تيزبريس بالاعتناء بالمناطق الخضراء الموجودة بالمنطقة بدل إهمالها وتركها لتصبح مكبا للنفايات التي باتت مرتعا خصبا لجميع أنواع الحشرات المضرة والمشكلة للخطر والمهددة لسلامة الإنسان وصحته ومقصدا للكلاب الضالة، وشدد البيان على ضرورة رفع المسؤولين للضرر والتمييز والحيف الذي طال الساكنة كما ندد بسياسة الوعود والتسويف وزرع الأوهام بتعبير البيان دون تنفيذها، مطالبين بالإسراع بفتح حوار جدي ومسؤول مع الساكنة من أجل إنصافها وتحقيق مطالبها العادلة.
البشير أكونين ـ عدسة ع العزيز داكوك
تعليقات