وسط وحي المسيرة بمدينة تيزنيت ، تتراءى لك بناية جديدة من ثلاثة طوابق بتصميم مختلف عن باقي البنايات المجاورة على مساحة تزيد عن المئتي متر، اكتسحت الأعشاب الخضراء حديقتها الصغيرة التي تحوي على مستلزمات ألعاب الأطفال .
وأنت موشك على الاقتراب من الباب الرئيسي، تتناهى إلى مسامعك أصوات أطفال ،تصدر من داخل المبنى ، وقبل أن تُغلب ظنك بأنك واقف أمام مؤسسة تعليمية خاصة ، تجذبك لافتة معلقة على يسار المدخل مكتوب فيها: ” دار الأمل تيزنيت “( Maison D’espoir Tiznit ) .
“نحن هنا لإيواء الأطفال المتخلى عنهم ومساعدتهم على تكوين أنفسهم والاندماج في المجتمع”، يقول ” الحسن أساكتي ” ، رئيس جمعية أصدقاء المركز الإستشفائي الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت ، وهو يستقبلنا بجانب الحديقة أمام المبنى.
ويضيف ” أساكتي ” وهو يدعونا إلى مرافقته في جولة استكشافية لمرافق الدار ، أن الأطفال “يتلقون تربية خاصة و في ظروف جيدة في وسط أسري تحت مسؤولية الجمعية “، موضحا أن هؤلاء الأطفال ” يتلقون كل الاهتمام الذي يحتاجون إليه من أجل نموهم وعيشهم في سعادة” بل الأكثر من ذلك ، يضيف ذات المتحدث ، أن الجمعية تتكفل بإدماج هؤلاء الأطفال بالمؤسسات التعليمية ليتابعوا دراستهم بشكل طبيعي كباقي الأطفال .
هو مشروع يضيف ” أساكتي، أنجزته الجمعية بغلاف مالي قدره 2;5 مليون درهم، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و المجلس الإقليمي و المجلس البلدي و الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الاركان و مؤسسة الجنوب بالإضافة الى مندوبية وزارة الصحة والتعاون الوطني..
أمام كل جناح في هذه المؤسسة الخيرية النموذجية التي أنجزت على مساحة إجمالية بلغت 285 متر مربع ، يقف ” أساكتي ” ليفسر لنا أن فكرة هذه المؤسسة الإجتماعية تقوم على مبدأ توفير جميع الظروف الاجتماعية للأطفال النزلاء هنا من أجل تمكينهم من العيش مثل بقية الأطفال.
في جولتنا داخل الدار ، التي انطلق فيها الإيواء يوم 18 غشت 2017 ، اكتشفنا أثاث وتجهيزات رفيعة وسرير مريح لكل طفل وشاشات كبيرة للتلفاز و أواني ولوحات فنية جميلة موزعة على جدران البيت.. بناية و جدناها تتوفر على 3 طوابق مزودة بمصعد عالي الجودة ، و يحتوي كل طابق على مراقد ، قاعة للفحوصات الطبية، قاعة الترفيه ، مرافق صحية ، قاعة الإدارة، مستودع، قاعة متعددة الاختصاصات، قاعات للرضع وقاعات للعب، هذا و تتوفر “دار الأمل” على حديقة مبستنة بعناية و مجهزة بألعاب حديثة .إنه بيت حقيقي لحياة أسرية طبيعية.
وتحتضن دار الأيتام ،في اللحظات التي قمنا فيها بهذه الزيارة ، سبعة أطفال من مختلف الأعمار ويشرف على تنظيم الأمور داخل هذه المؤسسة عضو الجمعية ، الأستاذ ” أحمد سهلي ” ، الذي يسهر بشكل دائم ، بلا كلل و لا ملل ،على توفير الظروف الملائمة لضمان راحة وسعادة الأطفال ، ويساعده في ذلك فريق نسوي متميز يتكون من ثلاثة مربيات و مساعدة اجتماعية ، يسهرن على رعاية فلذات أكباد هذه الدار .
ويحكي ” الحسن أساكتي ” أن جمعية أصدقاء المركز الإستشفائي الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت التي تأسست سنة 2007 ، تمكنت بفضل المحسنين و شركائها ، من استقبال و ايواء أزيد من 100 طفل ، البعض منهم يتابع دراسته ببعض المعاهد و الجامعات بنجاح و تفوق .
جولة قصيرة داخل الغرفة التي يتواجد بها الأطفال ، تُظهر لك بشكل واضح أنهم يعيشون حياة طبيعية بسعادة و فرح ، يلعبون و يمرحون في فضاء اقل ما يمكن أن يقال عنه أنه فضاء مميز الطراز و مجهز بأحدث المعدات و التجهيزات … هو إدن بيت يضم كل متطلبات الحياة العادية داخل أسرة مصغرة.
وتستمد الجمعية دعمها المالي من طرف المحسنين وذوي الأريحية، و بعض الغيورين على المنطقة ، و اغتنم ” الحسن أساكتي ” رئيس الجمعية فرصة زيارتنا لهذه الدار بأن يتقدم بتشكراته لكل الداعمين لهذه المؤسسة ، ماديا ومعنويا ، و على رأسهم السيد ” سمير اليازيدي ” عامل إقليم تيزنيت و وكيل جلالة الملك بإبتدائية تيزنيت و مصالح مندوبية الصحة .
الحسين كافو – تيزبريس
البحث عن عمل