الخميس 25 أبريل 2024| آخر تحديث 11:55 08/18



الدشيرة الجهادية تحتضن المهرجان الوطني ” تيروبا ” في نسخته الرابعة يومي 19 و 20 غشت 2017

الدشيرة الجهادية تحتضن المهرجان الوطني ” تيروبا ” في نسخته الرابعة يومي 19 و 20 غشت 2017

بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب اعلنت جمعية مهرجان تيروبا للثقافة والفن والتنمية الاجتماعية بمدينة الدشيرة الجهادية عاصمة الفن والابداع ، انها تستعد لتنظيم المهرجان الوطني تيروبا تحت شعار “تيروبا فرصة الشباب الموهوب بامتياز” يومي السبت و الاحد 19 و 20 غشت 2017 في نسخته الرابعة ، والتي تنظمها الجمعية بتعاون مع عمالة انزكان ايت ملول وبتنسيق مع المجلس الجماعي والتنسيقية المحلية لجمعيات الدشيرة .
و في اتصال مع مدير المهرجان اشار ان الدورة تنظم تكريما لروح الفنان المرحوم بوحسين بوكنانا ، مضيفا ان برنامج الدورة يتضمن ندوات ولقاءات وعروض ومسابقات فنية … وسيختتم المهرجان بسهرة فنية كبرى بساحة الحفلات يحييها رواد الفن بالمنطقة كما سيتم تكريم اسم الفنان المرحم بوحسين بوكنانا وكذا تتويج الفائزين بالمسابقة .
و يشار انه ومند القدم عرف المجتمع السوسي مجموعة من الحالات الابداعية الفنية من ابرزها ثلاث انواع : اولها و اوسعها انتشارا فن “احوش ” بكل تلا وينه حسب المناطق من اجماك، اهنقار، ادرسي، اهياض، إلى اهواري واكناوي . وكانت الآلات الموسيقية المستعملة عبارة عن آلات إيقاعية (كانكا- الون – تكنزا – تاكوالت ، الناقوس ، تقرقابتين …) إضافة إلى آلات نفخية ( العواد بكل أشكاله ). و الى جانب فن احواش زهر نمط موسيقي اخر ساد المنطقة و اصبح احد الاوجه الابداعية المتميزة و هو فن ” تيرويسا ” الذي سطع نجمه مع الرايس الحاج بلعيد، بوبكر ازعري ،جانطي ،عمر اهروش ، بوبكر أنشاد ، صفية اولت تلوات ، الحاج الدمسيري … الخ . و الى جانب هادين التوجهين الفنيين كان هناك ما يسمى ” احواش نتمغارين ” و هن عبارة عن مجموعة من النساء يستعملن آلات إيقاعية ويحيين أفراحا كالأعراس و غيرها من المناسبات .
و سط هذه التمظهرات الابداعية الفنية الثلاث الاساسية ، وبداية من الستينيات و تماشيا مع المتطلبات العصرية والتطورات الموسيقية العالمية ظهرت مجموعة من الفرق الفنية الموسيقية الامازيغية العصرية اهتمت بالإبداع الموسيقي الأمازيغي وعملت في الآن ذاته على تطوير وتحسين أدائها كلمة ولحنا وأداء بشكل يرضي الجمهور المتعطش والمحتضن لإبداعاتها.
و من أولى المجموعات الفنية التي برزت إلى الوجود هي مجموعة ” تبغينوزت ” ثم مجموعة ” لاقدام”، هاتين المجموعتين اللتان ظهرت في فترة الستينيات بمدينة إنزكان الجنوبية خاصة بحي الجرف و اسايس حيث كان الشباب بهما مولعا بالة الكيتارة وآلة البانجو بعد أن أدخلت هذه الآلات إلى المغرب من طرف بعض المغاربة المقيمين بالخارج . ومن الأسماء التي ميزت تلك الحقبة بمدينة انزكان المعلم المدني .ليظهر بعد ذلك مجموعات غنائية ، ابرزها مجموعة ” أوسمان ” بقيادة الفنان مبارك عموري والفنان بلعيد العكاف التي أثارت انتباه الجمهور ولفتت أنظار وسائل الإعلام فور ظهورها بحكم عملها العصري المتطور وتوظيفها لآلات جد متطورة في تلك المدة ولم يعرف لها الفن الأمازيغي سبقا من قبيل الأكورديون والكمان والقيثارة، بينما تضل مجموعة ” إزنزارن ” بقيادة المايسترو عبد الهادي إيكوت نموذجا خاصا و اساسيا و متميزا بحكم ألحانها وكلماتها التي احتضنتها مختلف طبقات المجتمع بتلقائية وعفوية كبيرتين، وظلت الجماهير تصدح بها لمدد طويلة منذ العام 1974 إلى غاية اليوم. في حين جاءت مجموعة “أرشاش ” في نهاية السبعينيات بقيادة الفنان الكبير مولاي علي شوهاد لتكون بمثابة الذاكرة التراثية للمجموعات الأمازيغية وكذلك لتجدد في الموروث الفني للأمازيغ، وبالمقابل فقد عكست المجموعات الفنية الأخرى مثل أودادن، ايكيدار، تودرت، تيتار أنماطا مختلفة ومتنوعة من اللحن والكلمة والأداء .
 مجموعة اوسمان : ظهرت اسمان ، كأول مجموعة امازيغية عصرية منظمة ومجددة في بداية السبعينات التي كان للأساتذة إبراهيم أخياط الصافي مومن علي … دور كبير في تكوينها وتاطير أفرادها , وكذا خروجها إلى الساحة الفنية و الإعلامية.و لقبت المجموعة في بدايتها من طرف البعض بلقب ” ناس الغيوان سوس” وهنا أقول بان ظهور اوسمان كان أكثر تطورا و عصرنة آنذاك , فقد استعملت المجموعة آلات متطورة ، كالكورديون ، الكمان ، والغيتار. كما استطاعت المجموعة أن تضم إليها طاقما من خيرة الموسيقيين والعازفين كطارق المعروفي ، بلعيد العكاف ، وعموري مبارك ، وآخرون.
 مجموعة ازنزارن : لقد احدث ظهور مجموعة ازنزارن سنة 1974 ثورة في الموسيقى الامازيغية العصرية , حيث استطاعت هذه المجموعة اكتساح الجمهور المغربي بفضل ألحانها القابلة للنفاذ إلى مسامع الناس ، وكلماتها التورية ، وأدائها الرائع وعزفها المميز ، فردد الناس في كل أنحاء المغرب آنذاك” عوداس اتاسانو” ، وهكذا اشتغلت مجموعة ازنزارن في خط تصاعدي ، لترتقي بلونها الموسيقي الجديد ، سواء من حيث الكلمات ، لتوجه المجموعة إلى اختيار الكلمة الهادفة في إنتاجها على مدى سنوات الثمانينات : أيمحضان، توزالت , اطان… أما فيما يخص المقامات الموسيقية ، فقد تميزت المجموعة بالاستفادة من المقامات العالمية ، كالمقام التركي ومقام راست ، و المقام الغربي … كما عملت ازنزارن بالبحث في المقامات المغربية كالمقام الكناوي ، واحكاز ، واشلحي. وتعتبر ازنزارن مدرسة مميزة من بين العديد من المجموعات الموسيقية الامازيغية الأخرى التي حاولت أن تستفيد من تجربة ازنزارن.
 مجموعة أرشاش: تأسست مجموعة أرشاش أواخر السبعينات من القرن الماضي ، بعدما كان أفرادها يمارسون ضمن مجموعات غنائية أخرى كازماز . وما يميز مدرسة أرشاش الغنائية هو استفادتها من المادة الخام لمجموعة ازنزارن وتطوير ذلك باقتحام مقامات موسيقية جديدة وإيقاعات موسيقية جديدة مستمدة من أحواش…واستطاعت مجموعة أرشاش إحداث تغيير من حيث الكلمة و الموضوع. كما قامت بتوظيف شكل اللقاء الغنائي في اسايس. وقد ساعد على ذلك انتماء كل أفراد المجموعة إلى منطقة اسافن المعروفة بالانتشار الواسع لا حواش،كما اعتبرت أرشاش منبعا للعديد من الفنانين الامازيغيين ، حيث تمدهم بالقصائد الغنائية و يعتبر إصدار ديوان- اغبالو -للفنان علي شوهاد احد أعضاء المجموعة ، خطوة أولى لتوثيق الذاكرة التراثية لهذه المجموعة الامازيغية العريقة.
 مجموعة اودادن :كان ظهور مجموعة اودادن في بداية الثمانينات إشارة واضحة على ظهور جيل جديد ، فقد اعتمدت اودادن على موسيقى الإيقاع السريع وعلى المواضيع الشعرية الغزلية المستمدة من تراث الروايس خاصة الرايس سعيد اشتوك، الذي ظهر تأثيره الواضح على المجموعة…تمكنت أغاني اودادن من النفاذ إلى قلوب الجمهور الواسع من مختلف الفئات خاصة فئة النساء, كما استطاعت اودادن ان تراكم رصيدا غنائيا مهما بفضل انتظام إنتاجها إلى الآن.
ووفق ما جاء في مقال منشور للإستاد احمد الخنبوي فان هناك تصنيفات عديدة للمجموعات الغنائية الامازيغية نورد منها هذه التصنيفات :
1) المجموعات الأكاديمية (اوسمان )
2) المجموعات الأدبية ( أرشاش )
3) المجموعات الانتقادية ( ازنزارن )
4) المجموعات الغزلية ( اودادن )
كما أن هناك تصنيف آخر يعتمد على معيار التأثير:
1) مدرسة الحاج بلعيد ( اوسمان – ازنزارن…)
2) مدرسة بوبكر أنشاد ( أرشاش… )
3) مدرسة سعيد اشتوك ( اودادن… )
و في قراءتنا هذه لا يجب إغفال ثلة من المجموعات الأخرى التي حملت المشعل الغنائي الامازيغي ، فمن مدرسة اسمان نستطيع أن نصنف مجموعات ماسينيسا ويوبا وامارك فيزيون ومن مدرسة ازنزارن نذكر ايكيدار، اسوفا، ايتماتن، وتودرت. ومن مدرسة أرشاش نجد ابركاك، ازاليون،اينمالن. ومن مدرسة اودادن نعرج على انرزاف، ايت العاتي، وامغران ، اخوان المعتصم .
وفي الأخير أود التذكير بمقولة الباحث الفرنسي في الموسيقى الامازيغية “كلود ليفيبير” حيث جاء في سياق حديثه عن المجموعات الامازيغية العصرية في سوس : ..فبالإضافة إلى الأضواء الرعدية اوسمان هناك خيوط الشمس ازنزارن،لتنضاف فرقة أرشاش إلى الزخة في مبارزة و تناقض،وفي نفس الوقت نوع من التكامل لان النبات في حاجة إلى جميع تلك العناصر المناخية لينمو و يخضر…

متابعة : محمد امنون







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.