الأربعاء 24 أبريل 2024| آخر تحديث 1:41 08/15



للنساء فقط: استعمال الأواني البلاستيكية قد يسبب في أمراض خطيرة

أدى ارتفاع المشاكل الصحية عند الناس إلى  جعل الباحثين يبحثون عن العلاقة بين استعمال هذه المواد البلاستيكية والصحة, إذ ينتشر بين الناس استخدام المواد البلاستيكية بكثرة،حيث اعتاد الجميع على إعادة استخدام القوارير البلاستكية للمياه المعدنية، أو الاحتفاظ بها في سياراتهم أو منازلهم,ويستعمل البلاستيك بشكل واسع لتغليف الأغذية  وحفظها. يصنع البلاستيك من مواد أولية تدعى البوليمرات ولهذه البوليمرات أنواع عديدة منها البولي ايثيلين والبولي بروبيلين و بولي كلوريد فينول و غيرها و يضاف

إلى هذه المواد مواد كيماوية أخرى لأهداف كثيرة منها كالملونات التي تعطي العبوات البلاستيكية الألوان المختلفة و مادة (الباي اسيفينول – أ ) التي تعطي البلاستيك الشفافية والصلابة ومواد تعطي البلاستيك الليونة، والطراوة، وقابلية الانثناء، والعديد من المواد الأخرى, إلا أنه في السنوات الأخيرة أجريت دراسات حول مادة البلاستيك المستعمل لتعبئة الماء والعصائر والمشروبات الغازية وأثبتت أنها تحتوى على مواد مسرطنة  وتسبب مشاكل صحية عديدة خصوصا عند استعمالها لأكثر من مرة.

و حذرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والأوربية من الأمراض التي قد يسببها استعمال الأكياس والأواني البلاستيكية في حفظ المشروبات والوجبات الساخنة على الخصوص دون احترام لقواعد وشروط الأمان اللازمة لاستخدامها.
تم الكشف من خلال الدراسات التي أجريت في هذا الخصوص أن المواد الكيميائية التي تدخل في صناعات البلاستيك يمكنها الانتقال إلى المواد الغذائية والمشروبات التي تستعمل في حفظها وتعبئتها، خصوصا مع استخدامها بطرق خاطئة كتعريضها للحرارة العالية واستخدام نفس العبوة لأكثر من مرة، حيث تتحرر بعض المركبات الكيميائية الضارة من البلاستيكية وتنتقل إلى الغذاء  الذي يلامسها، وقد يزيد الأمر سوءا استخدام هذه الأواني والقنينات البلاستيكية لحفظ الأكل  الساخن عند درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، وتعرضها لأشعة الشمس، كما أن طبيعة الأكل الدهني والحمضي هو الأكثر امتصاصا لهذه المركبات الكيميائية الضارة من البلاستيك المستخدم لحفظها،  يمكن للمواد الكيميائية أن تنتقل إلى جسم الإنسان مع الغذاء وتشكل خطرا على الصحة، خاصة إذا كان تركيز المواد المنقولة مرتفعا وإذا توفرت لها الظروف والعوامل السابقة.

إحدى هذه المواد الضارة التي أثير حولها جدل كبير هي مادة ( الباي اسيفينول- أ ) التي تدخل في صناعة البلاستيك كما، وهي مادة أثارت النقاش العلمي بشكل كبير بين من يؤكد أنها ضارة وبين من ينفي والحقيقة أن هناك مؤشرات قوية تدل على أن هذه المادة تسبب مشاكل صحية خطيرة.
هناك علامة خاصة تدل على نوع البلاستيك وطرق استخدامه الصحيحة، وتكون هذه العلامة على شكل  مثلث في كل قنينة أو إناء من البلاستيك.

المثلث يعني أنه قابل لإعادة التصنيع وداخل كل مثلث يوجد رقم يمثل المادة البلاستيكية والحروف هي اختصار لاسم البلاستيك المستعمل.

الرقم واحد داخل المثلث يدل على أن البلاستيك آمن وقابل لإعادة التصنيع ويستخدم لقنينات الماء والعصير والصودا و الزبدة  مع الحذر من استخدامه لأكثر من مرة واحدة، لأنها مصنوعة لتستخدم لمرة واحدة فقط وتصبح سامة إذا أعيدت تعبئتها تماما كما يحصل عند إعادة تعبئة قنينات الماء أو الصودا لمرات عديدة من أجل تعبئة الماء أو حفظ الزيت أو أي مادة غذائية أخرى.

الرقم 2 داخل المثلث يعني أنه آمن وقابل للتدوير يستخدم لعلب الشامبو والمنظفات، الحليب ولعب الأطفال ويعتبر من أكثر أنواع البلاستيك أماناً خصوصا الشفاف منه.

الرقم 4  داخل المثلث يدل على أنه آمن نسبيا ولكن بشكل أقل  من الأول والثاني كما انه قابل للتدوير، يستخدم لصنع بعض القوارير وأكياس التسوق البلاستيكية. أما أفضل أنواع البلاستيك وأكثرها أمناً فهو الذي يحمل الرقم 5 داخل المثلث، يناسب السوائل والمواد الباردة والحارة وغير ضار أبدا. يستخدم في صناعة  بعض أواني حفظ الطعام والصحون وعلب الأدوية وكل ما يتعلق بالطعام. لذا يجب الحرص  على أن تكون كل أواني  البلاستيك في المنزل من هذا النوع  خصوصا علب طعام الأطفال المستخدمة لوجبة المدرسة وقارورة الماء المستخدمة لأكثر من مرة.

الرقم 6 هو  أكثر هذه الأنواع خطرا كونه غير آمن وهو ما يسمى بالبولي ستايرين أو الستايروفورم،  كانت تستعمل في علب الوجبات السريعة والأكواب سابقا  قد  منعت منذ أكثر من 20 سنة في أمريكا، وبالتالي فإنه لا يصلح لأي استعمال غذائي.

البلاستيك الذي يحمل الرقم 7  لا يقع تحت أي تصنيف من الأنواع الستة السابقة وقد يكون عبارة عن خليط منها هو الآخر لا يصلح لأي استعمال الغذائي.
لتفادي المخاطر التي قد يحملها البلاستيك في الاستعمالات الغذائية يكفي اختيار النوع المناسب من البلاستيك الذي يحمل الرقم5 وإلا فتجنب استعماله في المطبخ هو الأفضل،نظرا للمخاطر التي يحملها البلاستيك  يجب البحث دائما عن البديل الصحي حتى ولو غلى ثمنه، مثلا.

عند شراء الأطعمة نحاول الابتعاد قدر المستطاع عن تلك المعلبة في البلاستيك ونستبدلها بتلك المعلبة في زجاجات كشراء الزيت في القنينات الزجاجية بدل البلاستيكية وتجنب تناول المشروبات الساخنة في أكواب البلاستيك بل فقط في الزجاج أو الفخار. نفس الأمر بالنسبة لجميع الأواني في المطبخ من ملاعق وسكاكين وصحون حتى في ما يخص الوجبات السريعة فيجب أن نبتعد عن البلاستيك.

كذلك عند التسوق يمكن استعمال حقيبة خاصة بذلك بدل الأكياس البلاستيكية وبالذات عند شراء المواد الغذائية. أما الماء فالقارورات الزجاجية هي الأصلح. وفي حالة شراء قنينة ماء بلاستيكية يجب رميها بعد استعمالها مباشرة إذ لا يجب تجميدها أو إعادة ملئها بالماء. على المستهلك التحقق دائما من ملاءمة مادة التعبئة أو التغليف المستعملة  للغذاء المعبأ كيفما كانت طبيعته سواء كان دهنيا أو حمضيا أو مائيا..

أخيرا في ظل غياب قوانين فعالة ورادعة  تضمن سلامة البلاستيك الذي نستعمله وخلوه من المواد الضارة، فالطريقة الوحيدة لتفادي الأخطار هي الوعي بالمخاطر والالتزام بالنصائح السابقة.
أسماء زريول – أخصائية في علم التغذية والحمية – [email protected]